Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 55-55)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِذ قال الله يا عيسى إني متوفيك } قال ابن قتيبة : التوفي ، من استيفاء العدد ، يقال : توفيت ، واستوفيت ، كما يقال : تيقنت الخبر ، واستيقنته ، ثم قيل للموت : وفاة ، وتوف . وأنشد أبو عبيدة : @ إِنَّ بني الأدرد ليسوا من أحدٍ ليسوا إِلى قيس وليسوا من أسد ولا توفاهم قريش في العدد @@ أي : لا تجعلهم وفاء لعددها ، والوفاء : التمام . وفي هذا التوفي قولان . أحدهما : أنه الرفع إلى السماء . والثاني : أنه الموت . فعلى القول الأول يكون نظم الكلام مستقيماً من غير تقديم ولا تأخير ، ويكون معنى « متوفيك » قابضك من الأرض وافياً تاماً من غير أن ينال منك اليهود شيئاً ، هذا قول الحسن ، وابن جريج ، وابن قتيبة ، واختاره الفراء . ومما يشهد لهذا الوجه قوله تعالى : { فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم } [ المائدة : 117 ] . أي : رفعتني إلى السماء من غير موت ، لأنهم إنما بدلوا بعد رفعه ، لا بعد موته . وعلى القول الثاني يكون في الآية تقديم وتأخير ، تقديره : إني رافعك إليَّ ومطهِّرك من الذين كفروا ، ومتوفيك بعد ذلك ، هذا قول الفراء ، والزجاج في آخرين . فتكون الفائدة في إعلامه بالتوفي تعريفه أن رفعَه إلى السماء لا يمنع من موته . قال سعيد بن المسيب : رُفع عيسى وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، وقال مقاتل : رفع من بيت المقدس ليلة القدر في رمضان . وقيل عاشت أمه مريم بعد رفعه ست سنين . ويقال ماتت قبل رفعه . قوله تعالى : { ومطهرك من الذين كفروا } فيه قولان . أحدهما : أنه رفعه من بين أظهرهم . والثاني : منعهم من قبله ، وفي الذين اتبعوه قولان . أحدهما : أنهم المسلمون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنهم صدقوا بنبوته ، وأنه روح الله وكلمته ، هذا قول قتادة ، والربيع ، وابن السائب . والثاني : أنهم النصارى ، فهم فوق اليهود ، واليهود مستذلون مقهورون ، قاله ابن زيد . قوله تعالى : { فيما كنتم فيه تختلفون } يعني : الدين .