Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 98-99)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قلْ يا أهلَ الكتابِ } . قال الحسن : هم اليهود والنصارى ، فأما آيات الله . فقال ابن عباس : هي القرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم . وأما الشهيد ، فقال ابن قتيبة : هو بمعنى الشاهد ، وقال الخطابي : هو الذي لا يغيب عنه شيء ، كأنه الحاضر الشاهد . قوله تعالى : { يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله مَنْ آمَن } . قال مقاتل : دعت اليهود حذيفة ، وعمار بن ياسر ، إلى دينهم ، فنزلت هذه الآية . وفي المراد بأهل الكتاب هاهنا قولان . أحدهما : أنهم اليهودُ والنصارى ، قاله الحسن . والثاني : اليهود . قاله زيد بن أسلم ، ومقاتل . قال ابن عباس : لم تصدون عن سبيل الله : الإسلام ، والحج . وقال قتادة : لمَ تصدون عن نبي الله ، وعن الإسلام . قال السديُّ : كانوا إذا سئلوا : هل تجدون محمداً في كتبكم ؟ قالوا : لا . فصدوا عنه الناس . قوله تعالى : { تبغونها } ، قال اللغويون : الهاء كناية عن السبيل ، والسبيل يذكَّر ويؤَنَّث . وأنشدوا : @ فلا تبعُد فَكُلُّ فتى أُناس سَيُصبِحُ سالكاً تلك السبيلا @@ ومعنى « تبغونها » تبغون لها ، تقول العرب : ابغني خادماً ، يريدون : ابتغه لي : فاذا أرادوا : ابتغ معي ، وأعني على طلبه ، قالوا : ابغني ، ففتحوا الألف ، ويقولون : وهبتك درهماً ، كما يقولون : وهبت لك . قال الشاعر : @ فتولَّى غُلامُهم ثم نادى أظليماً أصيدُكم أم حماراً ؟ . @@ أراد : أصيدُ لكم : ومعنى الآية : يلتمسون لسبيل الله الزيغ والتحريف ، ويريدون ردَّ الإيمان والاستقامة إلى الكفر والاعوجاج ، ويطلبون العدول عن القصد ، هذا قول الفراء ، والزجاج ، واللغويين . قال ابن جرير : خرج هذا الكلام على السبيل ، والمعنى : لأهله ، كأن المعنى : تبغون لأهل دين الله ، ولمن هو على سبيل الحقِ عوجاً . أي : ضلالاً . قال أبو عبيدة : العوج بكسر العين ، في الدين ، والكلام ، والعمل ، والعَوج بفتحها ، في الحائطِ والجذعِ . وقال الزجاج : العوج بكسر العين : فيما لا ترى له شخصاً ، وما كان له شخص قلت : عَوج بفتحها ، تقول : في أمره ودينه عِوَج ، وفي العصا عَوج . وروى ابن الأنباري عن ثعلب قال : العِوج عند العرب بكسر العين : في كل ما لا يحاط به ، والعَوج بفتح العين في كل مالا يحصَّل ، فيقال : في الأرضِ عوج ، وفي الدين عوج ، لأن هذين يتسعان ، ولا يدركان . وفي العَصا عَوج ، وفي السن عَوج ، لأنهما يحاط بهما ، ويبلغ كنههما . وقال ابن فارس : العوج بفتح العين : في كل منتصب ، كالحائط . والعِوج : ما كان في بساط أو أرض ، أو دين ، أو معاش . قوله تعالى : { وأنتم شهداء } فيه قولان . أحدهما : أن معناه ، وأنتم شاهدون بصحة ما صددتم عنه ، وبُطلان ما أنتم فيه ، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس ، وقتادة ، والأكثرين . والثاني : أن معنى الشهداء هاهنا : العُقلاء ، ذكره القاضي أبو يعلى في آخرين .