Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 69-71)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لا تكونوا كالذين آذَوا موسى } أي : لا تؤذوا محمداً كما آذى بنو إِسرائيل موسى فينزل بكم ما نزل بهم . وفي ما آذَوا به موسى أربعة أقوال . أحدها : أنهم قالوا : هو آدَر ، فذهب يوماً يغتسل ، ووضع ثوبه على حجرٍ ، ففرَّ الحجر بثوبه ، فخرج في طلبه ، فرأَوه فقالوا : واللّهِ ما به من بأس . والحديث مشهور في الصحاح كلِّها من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وقد ذكرتُه باسناده في « المغني » و « الحدائق » . قال ابن قتيبة : والآدَر عظيم الخُصيتين . والثاني : أن موسى صَعِد الجبل ومعه هارون ، فمات هارون ، فقال بنو إِسرائيل : أنت قتلتَه ، فآذَوه بذلك ، فأمر اللّهُ تعالى الملائكةَ فحملته حتى مرَّت به على بني إِسرائيل ، وتكلَّمت الملائكة بموته حتى عرف بنو إِسرائيل أنه مات ، فبرَّأه الله من ذلك ، قاله عليّ عليه السلام . والثالث : أن قارون استأجر بغيّاً لتقذِف موسى بنفسها على ملأٍ من بني إِسرائيل فعصمها الله وبرّأ موسى من ذلك ، قاله أبو العالية . والرابع : أنهم رمَوه بالسِّحر والجنون ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { وكان عِنْدَ الله وجيهاً } قال ابن عباس : كان عند الله حَظيّاً لا يسألُه شيئاً إِلاَّ أعطاه . وقد بيَّنَّا معنى الوجيه في [ آل عمران : 45 ] . وقرأ ابن مسعود ، والأعمش ، وأبو حيوة : { وكان عَبْداً لِلّهِ } بالتنوين والباء ، وكسر اللام . قوله تعالى : { وقولوا قولاً سديداً } فيه أربعة أقوال . أحدها : صواباً ، قاله ابن عباس . والثاني : صادقاً ، قاله الحسن . والثالث : عدلاً ، قاله السدي . والرابع : قصداً ، قاله ابن قتيبة . ثم في المراد بهذا القول ثلاثة أقوال . أحدها : أنه « لا إِله إِلا الله » ، قاله ابن عباس ، وعكرمة . والثاني : أنه العدل في جميع الأقوال والأعمال ، قاله قتادة . والثالث : في شأن زينب وزيد ، ولا تنسبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى ما لا يصلُح ، قاله مقاتل بن حيّان . قوله تعالى : { يُصْلِح لكم أعمالكم } فيه قولان . أحدهما : يتقبَّل حسناتكم ، قاله ابن عباس . والثاني : يزكِّي أعمالكم ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { فقد فاز فوزاً عظيماً } أي : نال الخير وظَفِر به .