Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 24-27)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قل مَنْ يرزُقُكم مِنَ السموات } يعني المطر { والأرضِ } يعني النبات والثمر . وإِنما أُمر أن يسأل الكفار عن هذا ، احتجاجاً عليهم بأن الذي يرزُق هو المستحِقُّ للعبادة ، وهم لا يُثبتون رازقاً سواه ، ولهذا قيل له : { قُلِ اللّهُ } لأنهم لا يُجيبون بغير هذا ؛ وهاهنا تم الكلام . ثم أمره أن يقول لهم : { وإِنَّا أو إِيَّاكم لَعَلَى هُدىً أو في ضلال مُبينٍ } مذهب المفسرين أن « أو » هاهنا بمعنى الواو . وقال أبو عبيدة : معنى الكلام : وإِنَّا لَعَلَى هُدى ، وإِنَّكم لفي ضلالُ مبين . وقال الفراء : معنى : « أو » عند المفسرين معنى الواو ، وكذلك هو في المعنى ، غير أن العربيَّة على غير ذلك ، لا تكون « أو » بمنزلة الواو ، ولكنها تكون في الأمر المفوَّض ، كما تقول : إِن شئت فَخُذ درهماً أو اثنين ، فله أن يأخذ واحداً أو اثنين ، وليس له أن يأخذ ثلاثة ؛ وإِنما معنى الآية : وإِنّا لضالُّون أو مهتدون ، وإِنكم أيضاً لضالُّون أو مهتدون ، وهو يَعْلَمُ أن رسوله المهتدي ، وأن غيره الضالُّ ، كما تقول للرجل تكذِّبه : واللّهِ إِنَّ أحدنا لكاذب - وأنت تعنيه - فكذَّبْتَه تكذيباً غير مكشوف ؛ ويقول الرجل : والله لقد قَدِم فلان ، فيقول له من يَعْلَم كذبه : قل : إِن شاء الله ، فيكذِّبه بأحسنَ من تصريح التكذيب ؛ ومن كلام العرب أن يقولوا : قاتله الله ، ثم يستقبحونها ، فيقول : قاتَعَه الله ، ويقول بعضهم : كاتعه الله ؛ ويقولون : جوعاً ، دعاءً على الرجل ، ثم يستقبحونها فيقولون : جوداً ، وبعضهم يقول : جوساً ؛ ومن ذلك قولهم : ويحك وويسك ، وإِنما هي في معنى { ويلك } إِلا أنها دونها . قوله تعالى : { قل لا تُسألون عمَّا أَجرمنا } أي : لا تؤاخَذون به { ولا نُسألُ عمَّا تَعلمون } من الكفر والتكذيب ؛ والمعنى : إِظهار التبرِّي منهم . وهذه الآية عند أكثر المفسرين منسوخة بآية السيف ، ولا وجه لذلك . قوله تعالى : { قُلْ يَجْمَعُ بيننا ربُّنا } يعني عند البعث في الآخرة { ثُمَّ يَفْتَحُ بيننا } أي يقضي { بالحقِّ } أي : بالعدل { وهو الفتَّاح } القاضي { العليمُ } بما يقضي { قل } للكفار { أرونيَ الذين أَلحقتم به شركاء } أي : أَعلِموني من أيِّ وجه ألحقتموهم وهم لا يخلُقون ولا يرزُقون { كَلاَّ } ردع وتنبيه ؛ والمعنى : ارتدِعوا عن هذا القول ، وتنبَّهوا عن ضلالتكم ، فليس الأمر على ما أنتم عليه .