Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 1-4)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { تنزيلُ الكتابِ } قال الزجاج : الكتاب هاهنا القرآن ، ورفع " تنزيلُ " من وجهين . أحدهما : الابتداء ، ويكون الخبر { مِنَ الله } ، فالمعنى : نزل من عند الله . والثاني : على إضمار هذا تنزيلُ الكتاب ؛ و { مُخْلِصاً } منصوب على الحال ؛ فالمعنى : فاعبُدِ الله موحِّداً لا تُشْرِكْ به شيئاً . قوله تعالى : { ألا للهِ الدّينُ الخالصُ } يعني : الخالص من الشِّرك ، وما سِواه ليس بِدِين الله الذي أَمر به ؛ [ وقيل ] : المعنى : لا يَستحِقُّ الدِّينَ الخالصَ إِلاّ اللُهُ . { والذينَ اتَّخَذُوا مِنْ دونِه أولياءَ } يعنى آلهة ويدخُل في هؤلاء اليهودُ حين قالوا { عُزَيْرٌ ابنُ اللهِ } [ التوبة : 30 ] والنصارى لقولهم { المسيحُ ابنُ الله } [ التوبة : 30 ] وجميعُ عُبَّاد الأصنام ، ويدُلُّ عليه قولُه بعد ذلك { لو أرادَ اللهُ أن يَتَّخِذَ وَلَداً } [ الزمر : 4 ] . قوله تعالى : { ما نَعْبُدُهم } أي : يقولون ما نعبُدُهم { إلا لِيُقَرِّبونا إِلى الله زُلْفى } أي : إِلاّ لِيَشْفَعوا لنا إِلى الله ، والزُّلْفى : القُرْبى ، وهو اسم أُقيم مقامَ المصدر فكأنه قال : إلاّ لِيُقَرِّبونا إِلى الله تقريباً . { إنَّ الله يحكمُ بينهم } أي : بين أهل الأديان فيما كانوا يختلفون فيه من أمر الدّين . وذهب قوم إلى أن هذه الآية منسوخة بآية السيف ، ولا وجه لذلك . قوله تعالى : { إنَّ الله لا يَهْدي } أي : لا يُرْشِد { مَنْ هو كاذبٌ } في قوله إِن الآلهه تشفع { كَفَّارٌ } أي : كافر باتِّخاذها آلهة . وهذا إِخبار عمن سبق عليه القضاء بحرمان الهداية . { لو أراد اللهُ أن يَتَّخِذَ وَلَداً } [ أي ] : على ما يزعم من ينسُب ذلك إِلى الله { لاصْطَفَى } أي : لاختار ممّا يخلُق . قال مقاتل : أي من الملائكة .