Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 22-22)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أفمَنْ شَرَحَ اللهُ صدره } قال الزجاج : جوابه متروك ، لأنَّ الكلام دالٌّ عليه ، تقديره : أفمن شَرَحَ اللهُ صدره فاهتدى كمن طبع على قلبه فلم يَهْتَد ؟ ويُدلُّ على هذا قوله { فوَيْلٌ للْقاسية قلوبُهم } ؛ وقد روى ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية ، فقلنا : يا رسول الله وما هذا الشَّرْحُ ؟ فذكر حديثا قد ذكرناه في قوله { فمَنْ يُرِدِ الهُ أن يُهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للاسلامِ } [ الأنعام : 125 ] . قوله تعالى : { فهُوَ على نُورٍ } فيه أربعة أقوال . أحدها : اليقين ، قاله ابن عباس . والثاني : كتاب الله يأخذ به وينتهي إليه ، قاله قتادة . والثالث : البيان ، قاله ابن السائب . والرابع : الهُدى ، قاله مقاتل . وفيمن نزلت هذه الآية ؟ فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنها نزلت في أبي بكر الصِّدِّيق وأًبيّ بن خَلَف . رواه الضحاك عن ابن عباس . والثاني : في عليّ وحمزة وأبي لهب و وولده قاله عطاء . والثالث : في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أبي جهل ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { فوَيْلٌ للقاسية قُلوبُهم من ذِكْر الله } قد بيَّنّا معنى القساوة في [ البقرة : 74 ] . فإن قيل : كيف يقسو القلب من ذِكْر الله عز وجل ؟ فالجواب : أنه كُلَّما تُلِيَ عليهم ذِكْرُ الله الذي يكذِّبونَ به ، قَسَت قلوبُهم عن الإيمان به . وذهب مقاتل في آخَرِين إِلى أنَّ { مِنْ } هاهنا بمعنى " عَنْ " ، قال الفراء : كما تقول : أُتْخِمْتُ عن طعام أكلتُه ، ومِنْ طعام أكلتُه ؛ وإِنما قَسَت قلوبُهم مِنْ ذِكْر الله ، لأنهم جعلوه كذباً فأقسى قلوبَهم ؛ ومن قال : قَسَت قلوبُهم عنه ، أراد : أَعرضتْ عنه . و [ قد ] قرأ أُبيُّ ابن كعب ، وابن أبي عبلة ، وأبو عمران : { قُلوبُهم عن ذِكْر الله } مكان قوله { ِمنْ } .