Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 45-48)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشمأزَّتْ قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : انقبضتْ عن التوحيد ، قاله ابن عباس ، ومجاهد . والثاني : استكبرتْ ، قاله قتادة . والثالث : نَفَرتْ ، قاله أبو عبيدة ، والزجاج . قوله تعالى : { وإِذا ذُكِرَ الذين مِنْ دُونِه } يعني الأصنام { إذا هُمْ يَسْتَبْشِرونَ } يفرحون . وما بعد هذا قد تقدم تفسيره [ الأنعام : 14ـ 73 ] [ البقرة : 113 ] [ الرعد : 18 ] إِلى قوله { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يَحْتَسِبون } . قال السدي : ظَنَّوا أنّ أعمالَهم حسناتٍ ، فبدت لهم سيئات . وقال غيره : عَمِلوا أعمالاً ظنُّوا أنَّها تنفعُهم ، فلم تنفع مع شِركهم . قال مقاتل : ظهر لهم حين بُعثوا مالم يحتَسِبوا أنَّه نازلٌ بهم ؛ فهذا القول يحتمل وجهين : أحدهما : أنَّهم كانوا يرجون القُرْبَ من الله بعبادة الأصنام ، فلمّا عُوقِبوا عليها ، بدا لهم ما لم يكونوا يحتَسِبون . والثاني : أنَّ البعثَ والجزاءَ لم يكن في حسابهم ، وروي عن محمد بن المنكدر أنه جَزِع عند الموت وقال : أخشى هذه الآية أن يبدو لي مالا أحتَسِب . قوله تعالى : { وحاقَ بهم } أي : نزل بهم { ما كانوا به يستهزؤنَ } أي : ما كانوا يُنْكِرونه ويكذِّبون به .