Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 6-6)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحدةٍ } يعني آدم { ثُمَّ جعَلَ منها زَوْجَها } أي : قَبْلَ خَلْقِكم جعل منها زوجها ، لأنّ حَوّاءَ خُلِقَتْ قَبْلَ الذُّرِيَّة ، ومِثْلُه في الكلام أن تقول : قد أعطيتُكَ اليوم شيئاً ، ثُمَّ الذي أعطيتُكَ أمس أكثر ؛ هذا اختيار الفراء . وقال غيره : ثم أَخبركم أنه خَلَق منها زَوْجَها . { وأَنْزَلَ لكم من الأَنعام } أي : خَلَق { ثمانيةَ أزواجٍ } ، وقد بيَّنّاها في سورة [ الأنعام : 143 ] . { خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ } أي : نُطَفاً ثُمَّ عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عَظْماً ثم لَحْماً ، ثم أنبت الشَّعر ، إِلى غير ذلك من تقلُّب الأحوال إِلى إِخراج الأطفال ، هذا قول الجمهور . وقال ابن زيد : خَلْقاً في البُطون مِنْ بَعْدِ خَلْقِكم في ظَهْر آدم . قوله تعالى : { في ظُلُماتٍ ثلاثٍ } ظُلْمة البَطْن ، وظُلْمة الرَّحِم ، وظُلْمة المَشيمة ، قاله الجمهور ، وابن زيد معهم . وقال أبو عبيدة : إِنها ظُلْمة صُلْب الأب ، وظُلْمة بَطْن المرأة ، وظُلْمة الرَّحِم . قوله تعالى : { فأَنَّى تُصْرَفُونَ } أي : من أين تُصْرَفون عن طريق الحَقِّ بعد هذا البيان .