Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 135-135)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط } في سبب نزولها قولان . أحدهما : أن فقيراً وغنياً اختصما إِلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان صَغْوُه مع الفقير يرى أن الفقير لا يَظلم الغني ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول السدي . والثاني : أنها متعلقة بقصّة ابن أُبيرق ، فهي خطاب للذين جادلوا عنه ، ذكره أبو سليمان الدمشقي . و « القوّام » مبالغة مِن قائِم . و « القسط » العدل . قال ابن عباس : كونوا قوّالين بالعدل في الشهادة على من كانت ، ولو على أنفسكم . وقال الزجاج : معنى الكلام : قوموا بالعدل ، واشهدوا لله بالحق ، وإِن كان الحق على الشاهد ، أو على والديه ، أو قريبه ، { إِن يكن } المشهود له { غنياً } فالله أولى به ، وإِن يكن { فقيراً } فالله أولى به . فأما الشهادة على النفس ، فهي إِقرار الإِنسان بما عليه من حق . وقد أمرت الآية بأن لا ينظر إِلى فقر المشهود عليه ، ولا إِلى غناه ، فإن الله تعالى أولى بالنظر إِليهما . قال عطاء : لا تحيفوا على الفقير ، ولا تعظموا الغني ، فتمسكوا عن القول فيه . وممن قال : إِن الآية نزلت في الشهادات ، ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وعكرمة ، والزهري ، و قتادة ، والضحاك . قوله تعالى : { فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا } فيه أربعة أقوال . أحدها : أن معناه : فلا تتبعوا الهوى ، واتقوا الله أن تعدِلوا عن الحق ، قاله مقاتل . والثاني : ولا تتبعوا الهوى لتعدلوا ، قاله الزجاج . والثالث : فلا تتبعوا الهوى كراهية أن تعدلوا عن الحق . والرابع : فلا تتبعوا الهوى فتعدلوا ، ذكرهما الماوردي . قوله تعالى : { وإِن تلووا } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وعاصم ، والكسائي : تلووا ، بواوين ، الأولى مضمومة ، واللام ساكنة . وفي معنى هذه القراءة ثلاثة أقوال . أحدها : أن يلوي الشاهد لسانه بالشهادة إِلى غير الحق . قال ابن عباس : يلوي لسانه بغير الحق ، ولا يقيم الشهادة على وجهها ، أو يعرض عنها ويتركها . وهذا قول مجاهد ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وابن زيد . والثاني : أن يلوي الحاكم وجهه إِلى بعض الخصوم ، أو يُعرِضَ عن بعضهم ، روي عن ابن عباس أيضاً . والثالث : أن يلوي الإِنسان عنقه إِعراضاً عن أمر الله لكبره وعتوِّه . ويكون : « أو تعرضوا » بمعنى : وتعرضوا ، ذكره الماوردي . وقرأ الأعمش ، وحمزة ، وابن عامر : « تلوا » بواو واحدة ، واللاّم مضمومة . والمعنى : أن تلوا أمور الناس ، أو تتركوا فيكون الخطاب للحكام .