Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 140-140)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وقد نُزِّل عليكم في الكتاب } وقرأ عاصم ، ويعقوب : « نَزَّل » بفتح النون والزاي . قال المفسّرون : الذي نزل عليهم في النهي عن مجالستهم ، قوله في [ الأنعام : 68 ] { وإِذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم } وكان المنافقون يجلسون إلى أحبار اليهود ، فيسخرون من القرآن ويكذبون به ، فنهى الله المسلمين عن مجالستهم . وآيات الله : هي القرآن . والمعنى : إِذا سمعتم الكفر بآيات الله ، والاستهزاء بها ، فلا تقعدوا معهم حتى يأخذوا في حديث غير الكفر ، والاستهزاء . { إِنكم } إِن جالستموهم على ما هم عليه من ذلك ، فأنتم { مثلهم } وفي ماذا تقع المماثلة فيه ، قولان . أحدهما : في العصيان . والثاني : في الرضى بحالهم ، لأن مُجالس الكافر غير كافر . وقد نبّهت الآية على التحذير من مجالسة العصاة ، قال إِبراهيم النخعي : إِن الرجل ليجلس في المجلس فيتكلم بالكلمة ، فيرضي الله بها ، فتصيبُه الرحمة فتعمُّ من حوله ، وإِن الرجل ليجلس في المجلس ، فيتكلم بالكلمة ، فيسخط الله بها ، فيصيبه السخط ، فيعم من حوله .