Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 159-159)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وإِن من أهل الكتاب إِلا ليؤمنن به } قال الزجاج : المعنى : وما منهم أحد إِلا ليؤمنّن به ، ومثله { وإِن منكم إِلا واردها } [ مريم : 71 ] . وفي أهل الكتاب قولان . أحدهما : أنهم اليهود ، قاله ابن عباس . والثاني : اليهود والنصارى ، قاله الحسن ، وعكرمة . وفي هاء « به » قولان . أحدهما : أنها راجعة إلى عيسى ، قاله ابن عباس ، والجمهور . والثاني : أنها راجعة إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله عكرمة . وفي هاء « موته » قولان . أحدهما : أنها ترجع إِلى المؤمِن . روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ليس يهودي يموتُ أبداً حتى يؤمن بعيسى ، فقيل لابن عباس : إِن خرّ من فوق بيْت ؟ قال : يتكلم به في الهُويِّ قال : وهي في قراءة أُبي : « قبل موتهم » . وهذا قول مجاهد ، وسعيد بن جبير . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : يؤمن اليهودي قبل أن يموت ، ولا تخرج روح النصراني حتى يشهد أن عيسى عبدٌ . وقال عكرمة : لا تخرج روح اليهودي والنصراني حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم . والثاني : أنها تعود إِلى عيسى . روى عطاء عن ابن عباس قال : إِذا نزل إِلى الأرض لا يبقى يهودي ولا نصراني ، ولا أحدٌ يعبد غير الله إِلا اتّبعه ، وصدّقه ، وشهد أنه روح الله ، وكلمته ، وعبده ، ونبيّه . وهذا قول قتادة ، وابن زيد ، وابن قتيبة ، واختاره ابن جرير ، وعن الحسن كالقولين . وقال الزجاج : هذا بعيدٌ ، لعموم قوله : { وإِن من أهل الكتاب } ، والذين يبقوْن حينئِذ شرذمة منهم ، إِلا أن يكون المعنى : أنهم كلهم يقولون : إن عيسى الذي ينزل لقتل الدجّال نؤمن به . قوله تعالى : { ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً } قال قتادة : يكون عليهم شهيداً أنه قد بلَّغ رسالات ربه ، وأقرّ بالعبودية على نفسه .