Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 1-1)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلفوا في نزولها على قولين . أحدهما : أنها مكيَّة ، رواه عطيّة عن ابن عباس ، وهو قول الحسن ، ومجاهد ، وجابر بن زيد ، وقتادة . والثاني : أنها مدنية ، رواه عطاء عن ابن عباس ، وهو قول مقاتل . وقيل : إنها مدنية ، إِلا آية نزلت بمكة في عثمان بن طلحة حين أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ منه مفاتيح الكعبة ، فيسلِّمها إلى العباس ، وهي قوله : { إِن اللهَ يأمُرُكُمْ أنْ تُؤدُّوا الأمَانَاتِ إلى أهْلِهَا } ذكره الماوردي . قوله تعالى : { اتقوا ربكم } . فيه قولان . أحدهما : أنه بمعنى الطاعة ، قاله ابن عباس . والثاني : بمعنى الخشية . قاله مقاتل . والنفس الواحدة : آدم ، وزوجها حواء و « مِن » في قوله : { وخلق منها } للتبعيض في قول الجمهور . وقال ابن بحر : منها ، أي : من جنسها . واختلفوا أي وقت خلقت له ، على قولين : أحدهما : أنها خلقت بعد دخوله الجنة ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس . والثاني : قبل دخوله الجنة ، قاله كعب الأحبار ، ووهب ، وابن إسحاق . قال ابن عباس : لما خلق الله آدم ، ألقى عليه النوم ، فخلق حواء من ضِلَع من أضلاعه اليُسرى ، فلم تؤذه بشيء ولو وجد الأذى ما عطف عليها أبداً ، فلما استيقظ ؛ قيل : يا آدم ما هذه ؟ قال : حواء . قوله تعالى : { وبثَّ منهما } قال الفراء : بثَّ : نشر ، ومن العرب من يقول : أبث الله الخلق ، ويقولون : بثثتك ما في نفسي ، وأبثثتك . قوله تعالى : { الذي تساءلون به } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، والبرجمي ، عن أبي بكر ، عن عاصم . واليزيدي ، وشجاع ، والجعفي ، وعبد الوارث . عن أبي عمرو : « تسّاءلون » بالتشديد . وقرأ عاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وكثير من أصحاب أبي عمرو عنه بالتخفيف . قال الزجاج : الأصل : تتساءلون ، فمن قرأ بالتشديد . أدغم التاء في السين ، لقرب مكان هذه من هذه ، و من قرأ بالتخفيف ، حذف التاء الثانية لاجتماع التاءين . وفي معنى « تساءلون به » ثلاثة أقوال . أحدها : تتعاطفون به ، قاله ابن عباس . والثاني : تتعاقدون ، وتتعاهدون به . قاله الضحاك ، والربيع . والثالث : تطلبون حقوقكم به ، قاله الزجاج . فأما قوله « والأرحام » فالجمهور على نصب الميم على معنى : واتقوا الأرحام أن تقطعوها ، وفسّرها على هذا ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والسُّدّي ، وابن زيد . وقرأ الحسن ، وقتادة ، والأعمش ، وحمزة بخفض الميم على معنى : تساءلون به وبالأرحام ، وفسرها على هذا الحسن ، وعطاء ، والنخعي . وقال الزجاج : الخفض في « الأرحام » خطأ في العربية لا يجوز إلا في اضطرار الشعر ، وخطأ في الدين ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تحلفوا بآبائِكم " وذهب إلى نحو هذا الفرّاء ، وقال ابن الأنباري : إِنما أراد ، حمزة الخبر عن الأمر القديم الذي جرت عادتهم به ، فالمعنى : الذي كنتم تساءلون به وبالأرحام في الجاهلية . قال أبو علي : من جر ، عطف على الضمير المجرور بالباء ، وهو ضعيف في القياس ، قليل في الاستعمال ، فترك الأخذ به أحسن . فأما الرقيب ، فقال ابن عباس ، ومجاهد : الرقيب : الحافظ . وقال الخطابي : هو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء ، وهو في نعوت الآدميين الموكل بحفظ الشيء ، المترصد له ، المتحرز عن الغفلة فيه ، يقال منه : رَقَبْتُ الشيء أرْقُبُه رِقْبَةً .