Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 31-31)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إن تجتنبوا كبائِر ما تنهون عنه } اجتناب الشيء : تركه جانباً . وفي الكبائر أحد عشر قولاً . أحدها : أنها سبع ، فروى البخاري ، ومسلم في « الصحيحين » من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إِلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " . وقد روي هذا الحديث من طريق آخر عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الكبائر سبع ، الإِشراك بالله أولهن ، وقتل النفس بغير حقها ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم بداراً أن يكبروا ، والفرار من الزحف ، ورمي المحصنات ، وانقلاب إلى أعرابية بعد هجرة " . وروي عن علي رضي الله عنه قال هي سبع ، فعدّ هذه . وروي عن عطاء أنه قال : هي سبع ، وعدّ هذه ، إِلا أنه ذكر مكان الإِشراك والتعرّب شهادة الزور وعقوق الوالدين . والثاني : أنها تسع ، روى عبيد بن عمير ، عن أبيه ، وكان من الصحابة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل ما الكبائر ؟ فقال : " تسع ، أعظمهن الإِشراك بالله ، وقتل نفس المؤمن بغير حق ، والفرار من الزحف ، وأكل مال اليتيم ، والسحر ، وأكل الرّبا ، وقذف المحصنة ، وعقوق الوالدين المسلمين ، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتاً " . والثالث : أنها أربع : روى البخاري ، ومسلم في « الصحيحين » من حديث عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الكبائِر : الإِشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس " . وروى أنس بن مالك قال : " ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر ، أو سئل عنها ، فقال : « الشرك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين » " . وقال : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قول الزور ، أو شهادة الزور " . وروي عن ابن مسعود أنه قال : الكبائِر أربع : الإِشراك بالله ، والأمن لمكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، والإِياس من روح الله . وعن عكرمة نحوه . والرابع : أنها ثلاث ، فروى عمران بن حصين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ الشرك بالله ، وعقوق الوالدين وكان متكئا فاحتفز قال : والزور " وروى البخاري ، ومسلم في الصحيحين ، من حديث أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، فقال : الإِشراك بالله ، وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال : وشهادة الزور " فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت . وأخرجا في « الصحيحين » من حديث " ابن مسعود قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي الذنب أكبر ؟ قال : « أن تجعل لله تعالى نداً وهو خلقك » . قلت ثم أي ؟ قال : « ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك » . قلت : ثم أي ؟ قال : « أن تزاني حليلة جارك » " . والخامس : أنها مذكورة من أوّل السورة إِلى هذه الآية ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس . والسادس : أنها إِحدى عشرة : الإِشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، واليمين الغموس ، وقتل النفس ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والفرار من الزحف ، وقذف المحصنات ، وشهادة الزور ، والسحر ، والخيانة . روي عن ابن مسعود أيضا . والسابع : أنها كل ذنب يختمه الله بنار ، أو غضب ، أو لعنة ، أو عذاب ، رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس . والثامن : أنها كل ما أوجب الله عليه النار في الآخرة ، والحدّ في الدنيا ، روى هذا المعنى أبو صالح ، عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك . والتاسع : أنها كلُّ ما عُصي الله به ، روي عن ابن عباس ، وعبيدة ، وهو قول ضعيف . والعاشر : أنها كل ذنب أوعَدَ الله عليه النار ، قاله الحسن ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، والضحاك في رواية ، والزجاج . والحادي عشر : أنها ثمان ، الإِشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل المؤمن ، وقذف المحصنة ، والزنا ، وأكل مال اليتيم ، وقول الزور ، واقتطاع الرجل بيمينه ، وعهدِه ثمناً قليلاً . رواه مُحْرزِ ، عن الحسن البصري . قوله تعالى : { نكفّرْ عنكم سيئاتكم } روى المفضّل ، عن عاصم : « يكفر » « ويدخلكم » بالياء فيهما ، وقرأ الباقون بالنون فيهما ، وقرأ نافع ، وأبان ، عن عاصم ، والكسائي ، عن أبي بكر ، عن عاصم : « مَدخلاً » بفتح الميم هاهنا ، وفي { الحج } وضم الباقون « الميم » ، ولم يختلفوا في ضم « ميم » { مُدخل صدق } [ الإسراء : 80 ] و { مُخرج صدق } [ الإسراء : 80 ] قال أبو علي الفارسي : يجوز أن يكون « المدخل » مصدراً ، ويجوز أن يكون مكاناً ، سواءً فتح ، أو ضمّ . قال السدي : السيئات هاهنا : هي الصغائِر . والمدخل الكريم : الجنّة . قال ابن قتيبة : والكريم : بمعنى : الشريف .