Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 77-77)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ألم تر إِلى الذين قيل لهم كُفّوا أيديَكم } اختلفوا فيمن نزلت على قولين . أحدهما : أنها نزلت في نفر من المهاجرين ، كانوا يحبون أن يؤذن لهم في قتال المشركين وهم بمكّة قبل أن يُفرَضَ القتال ، فنُهوا عن ذلك ، فلما أُذِنَ لهم فيه ، كَرِههُ بعضُهُم . روى هذا المعنى أبو صالح . عن ابن عباس ، وهو قول ، قتادة ، والسدي ، ومقاتل . والثاني : أنها نزلت واصفةً أحوال قومٍ كانوا في الزمان المتقدّم ، فحُذّرت هذه الأمّة من مثلِ حالهم ، روى هذا المعنى عطية ، عن ابن عباس . قال أبو سليمان الدمشقي : كأنه يومىء إِلى قصة الذين قالوا : إِبعث لنا مَلِكاً . وقال مجاهد : هي في اليهود . فأما كفُّ اليد ، فالمراد به : الامتناع عن القتال ، ذلك كان بمكة . و « كُتب » بمعنى : فُرض ، وذلك بالمدينة ، هذا على القول الأول . قوله تعالى : { إِذا فريق منهم } في هذا الفريق ثلاثة أقوال . أحدها : أنهم المنافقون . والثاني : أنهم كانوا مؤمنين ، فلما فرض القتال ، نافقوا جُبناً وخوفاً . والثالث : أنهم مؤمنون غير أن طبائعهم غلبتهم ، فنفرت نفوسُهم عن القتال . قوله { يخشون الناس } في المراد بالناس قولان . أحدهما : كفار مكة . والثاني : جميع الكفار . قوله تعالى : { أو أشد خشية } قيل : إِن « أو » بمعنى الواو و « كتبت » بمعنى : فرضت . و « لولا » بمعنى « هلاّ » . قال الفراء : إِذا لم تر بعدها اسماً ، فهي استفهامٌ ، بمعنى هلاّ ، وإِذا رأيت بعدها اسماً مرفوعاً ، فهي التي جوابها اللام ، تقول : لولا عبد الله لضربتك . وقال ابن قتيبة : إِذا رأيتها بغير جواب ، فهي بمعنى « هلاّ » تقول : لولا فعلت كذا ، ومثلها « لوما » فاذا رأيت لـ « لولا » جواباً ، فليست بمعنى « هلاّ » إِنما هي التي تكون لأمر يقعُ بوقوع غيره ، كقوله { فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه } [ الصافات : 143 ] قلت : فأما « لولا » التي لها جوابٌ فكثيرة في الكلام ، وأنشدوا في ذلك : @ لولا الحياءُ وأن رأسي قد عثا فيه المشيبُ لزُرتُ امَّ القاسم @@ وأما التي بمعنى « هلاّ » فأنشدوا منها : @ تعدّون عقر النبيب أفضَلَ مجدِكُم بني ضَوْطَرى لولا الكَميَّ المقنَّعا @@ أراد فهلاّ تعدون الكمي ، والكمي : الداخل في السّلاح . وفي الأجل القريب قولان . أحدهما : أنه الموت ، فكأنهم قالوا : هلاّ تركتنا نموت موتاً ، وعافيتنا من القتل ، هذا قول السدي ، ومقاتل . والثاني : أنه إِمهال زمان ، فكأنهم قالوا : هلاّ أخرت فرض الجهاد عنّا قليلاً حتى نكثر ونقوى ، قاله أبو سليمان الدمشقي في آخرين . قوله تعالى : { قل متاع الدنيا قليل } أي : مدّة الحياة فيها قليلة . قوله تعالى : { ولا تظلمون فتيلاً } قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : ولا يظلمون بالياء . وقرأ نافع ، وأبو عمرو ، وعاصم : بالتاء ، وقد سبق ذكر المتاع والفتيل .