Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 93-93)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ومن يقتل مؤمناً متعمداً } سبب نزولها : أن مقيس بن صُبابة وجد أخاه هشام بنُ صبابة قتيلاً في بني النّجار ، وكان مسلماً ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فأرسل رسول الله رسولاً من بني فهر ، فقال له : إِيت بني النجّار ، فأقرئهم مني السلام ، وقل لهم : إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم إِن علمتم قاتل هشام ، فادفعوه إِلى مقيس بن صُبابة ، وإِن لم تعلموا له قاتلاً ، فادفعوا إِليه ديته ، فأبلغهم الفهري ذلك ، فقالوا : والله ما نعلم له قاتلاً ، ولكنّا نعطي ديته ، فأعطوه مائة من الإِبل ، ثم انصرفا راجعين إِلى المدينة ، فأتى الشيطان مقيس بن صُبابة ، فقال : تقبل دية أخيك ، فيكون عليك سبّة ما بقيت . اقتل الذي معك مكان أخيك ، وافضل بالدية ، فرما الفهري بصخرةٍ فشدخ رأسه ، ثم ركب بعيراً منها ، وساق بقيّتها راجعاً إلى مكة ، وهو يقول : @ قتلت به فهراً وحمَّلْتُ عقلهُ سُراةَ بني النّجار أرباب فارِع وأدركت ثأري واضَّطجعْتُ موسداً وكنت إِلى الأصنام أول راجع @@ فنزلت هذه الآية ، ثم أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح ، فقتل ، رواه أبو صالح ، عن ابن عباس . وفي قوله { متعمداً } قولان . أحدهما : متعمداً لأجل أنه مؤمن . قاله سعيد بن جبير . والثاني : متعمداً لقتله ، ذكره بعض المفسرين . وفي قوله { فجزاؤه جهنم } قولان . أحدهما : أنها جزاؤه قطعاً . والثاني : أنها جزاؤه إِن جازاه . واختلف العلماء هل للمؤمن إِذا قتل مؤمناً متعمداً توبة أم لا ؟ فذهب الأكثرون إِلى أن له توبة ، وذهب ابن عباس إِلى أنه لا توبة له . فصل اختلف العلماء في هذه الآية هل هي محكمة أم منسوخة ؟ فقال قوم : هي محكمة ، واحتجّوا بأنها خبرٌ ، والأخبار لا تحتمل النسخ ، ثم افترق هؤلاء فرقتين ، إِحداهما قالت : هي على ظاهرها ، وقاتل المؤمن مخلد في النار . والفرقة الثانية قالت : هي عامة قد دخلها التخصيص بدليل أنه لو قتله كافر ، ثم أسلم الكافر ، انهدرت عنه العقوبة في الدنيا والآخرة ، فإذا ثبت كونها من العامّ المخصّص ، فأي دليل صلح للتخصيص ، وجب العمل به . ومن أسباب التخصيص أن يكون قَتله مستحلاً ، فيستحق الخلود لاستحلاله . وقال قومٌ : هي مخصوصة في حقّ من لم يَتُب ، واستدلوا بقوله تعالى في الفرقان : { إِلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فاؤلئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيمًا } [ الفرقان : 70 ] . وقال آخرون : هي منسوخة بقوله : { إِن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [ النساء : 48 ] .