Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 95-95)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } قال أبو سليمان الدمشقي : نزلت هذه الآية من أجل قوم كانوا إِذا حضرت غزاة يستأذنون في القعود . وقال زيد بن ثابت : إِني لقاعد إِلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إِذ غشيَته السكينة ، ثم سرِّي عنه ، فقال : « اكتب » { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون } الآية ، فقام ابن أمِّ مكتوم ، فقال : يا رسول الله ، فكيف بمن لا يستطيع الجهاد ؟ فوالله ما قضى كلامَه حتى غشيت رسول الله السكينة ، ثم سرِّي عنه ، فقال : اقرأ فقرأت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { غيرَ أولي الضرر } فألحقتها . قوله تعالى : { لا يستوي القاعدون } يعني عن الجهاد ، والمعنى : أن المجاهد أفضل . قال ابن عباس : وأُريد بهذا الجهاد غزوة بدر . وقال مقاتل : غزاة تبوك . قوله تعالى : { غير أولي الضرر } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحمزة : { غيرُ } برفع الرّاء ، وقرأ نافع ، وابن عامر ، والكسائي ، وخلف ، والمفضل : بنصبها . قال أبو علي : من رفع الراء ، جعل « غير » صفة للقاعدين ، ومن نصبها ، جعلها استثناءً من القاعدين . وفي « الضرر » قولان . أحدهما : أنه العجز بالزّمانة والمرض ، ونحوهما . قال ابن عباس : هم قوم كانت تحبسهم عن الغزاة أمراض وأوجاع . وقال ابن جبير ، وابن قتيبة : هم أولو الزّمانة . وقال الزجاج : الضرر : أن يكون ضريراً أو أعمى أو زمناً . والثاني : أنه العذر ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . قوله تعالى : { فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة } في هؤلاء القاعدين قولان . أحدهما : أنهم القاعدون بالضرر ، قاله ابن عباس ، ومقاتل . والثاني : القاعدون من غير ضرر ، قاله أبو سليمان الدمشقي . قال ابن جرير : والدرجة : الفضيلة . فأما الحسنى فهي الجنة في قول الجماعة . قوله تعالى : { وفضل الله المجاهدين على القاعدين } قال ابن عباس : القاعدون هاهنا : غير أولي الضرر ، وقال سعيد بن جبير : هم الذين لا عذر لهم .