Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 97-97)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } في سبب نزولها ثلاثة أقوال . أحدها : أن أناساً كانوا بمكة قد أقروا بالإِسلام ، فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إِلى بدر لم تدع قريش أحداً إِلا أخرجوه معهم ، فقتل أولئك الذين أقروا بالإِسلام ، فنزلت فيهم هذه الآية ، رواه عكرمة عن ابن عباس . وقال قتادة : نزلت في أناس تكلموا بالإِسلام فخرجوا مع أبي جهل ، فقتلوا يوم بدر ، واعتذروا بغير عذر ، فأبى الله أن يقبل منهم . والثاني : أن قوماً نافقوا يوم بدر ، وارتابوا ، وقالوا : غرّ هؤلاء دينهم وأقاموا مع المشركين حتى قتلوا ، فنزلت فيهم هذه الآية . رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثالث : أنها نزلت في قوم تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يخرجوا معه ، فمن مات منهم قبل أن يلحق بالنبي ، ضربت الملائكة وجهه ودبره ، رواه العوفي عن ابن عباس . وفي « التوّفي » قولان . أحدهما : أنه قبض الأرواح بالموت ، قاله ابن عباس ، ومقاتل . والثاني : الحشر إِلى النار ، قاله الحسن . قال مقاتل : والمراد بالملائكة ملك الموت وحده . وقال في موضع آخر : ملك الموت وأعوانه ، وهم ستة ، ثلاثة يَلون أرواح المؤمنين ، وثلاثة يَلون أرواح الكفّار . قال الزجاج : « ظالمي أنفسهم » نصب على الحال ، والمعنى : تتوفّاهم في حال ظلمهم أنفسهم ، والأصل . ظالمين ، لأن النون حذفت استخفافاً . فأما ظلمهم لأنفسهم ، فيحتمل على ما ذكر في قصّتهم أربعة أقوال . أحدها : أنه ترك الهجرة ، والثاني : رجوعهم إلى الكفر ، والثالث : الشك بعد اليقين . والرابع : إِعانة المشركين . قوله تعالى : { فيم كنتم } قال الزجاج : هو سؤال توبيخ ، والمعنى : كنتم في المشركين أو في المسلمين . قوله تعالى : { قالوا كنّا مستضعفين في الأرض } قال مقاتل : كنا مقهورين في أرض مكة ، لا نستطيع أن نذكر الإِيمان ، قالت الملائكة : { ألم تكن أرض الله واسعة } يعني المدينة { فتهاجروا فيها } يعني : إليها . وقول الملائكة لهم يدل على أنهم كانوا يستطيعون الهجرة .