Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 1-6)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { حم } قد سبق تفسيره [ المؤمن ] . قوله تعالى : { عسق } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنه قَسَمٌ أقسم اللهُ به ، وهو من أسمائه ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثاني : أنه حروف من أسماء ؛ ثم فيه خمسة أقوال : أحدها : أن العين عِلْم الله ، والسين سناؤه ، والقاف قُدرته ، رواه عكرمة عن ابن عباس ، وبه قال الحسن . والثاني : أن العين فيها عذاب ، والسين فيها مسخ ، والقاف فيها قذف ، رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس . والثالث : أن الحاء من حرب ، والميم من تحويل مُلك ، والعين من عدوّ مقهور ، والسين استئصال بسِنين كسِنيّ يوسف ، والقاف من قُدرة الله في ملوك الأرض ، قاله عطاء . والرابع : أن العين من عالم ، والسين من قُدُّوس ، والقاف من قاهر ، قاله [ سعيد ] بن جبير . والخامس : أن العين من العزيز ، والسين من السلام ، والقاف من القادر ، قاله السدي . والثالث : أنه اسم من أسماء القرآن ، قاله قتادة . قوله تعالى : { كذلكَ يُوحِي إِليكَ } فيه أربعة أقوال : أحدها : أنه كما أوحيتُ " حم عسق " إلى كلِّ نبيّ ، كذلك نوحيها إليك ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : كذلك نوحي إليك أخبار الغيب كما أوحينا إلى مَنْ قَبْلَكَ ، رواه عطاء عن ابن عباس . والثالث : أن " حم عسق " نزلت في أمر العذاب ، فقيل : كذلك نُوحِي إليكَ أن العذاب نازلٌ بمن كذَّبك كما أوحينا ذلك إلى مَنْ كان قَبْلَكَ ، قاله مقاتل . والرابع : أن المعنى : هكذا نوحي إليكَ ، قاله ابن جرير . وقرأ ابن كثير : " يُوحَى " بضم الياء وفتح الحاء . كأنه إذا قيل : مَن يوحي ؟ قيل : الله . وروى أبان عن عاصم : " نوحي " بالنون وكسر الحاء . { تَكادُ السَّماوات يَتَفَطَّرْنَ } قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وحمزة : { تكاد } بالتاء { يَتَفَطَّرْنَ } بياء وتاء مفتوحة وفتح الطاء وتشديدها . وقرأ نافع ، والكسائي : { يكاد } بالياء { يَتَفَطِّرْنَ } مثل قراءة ابن كثير . وقرأ أبو عمرو ، وأبو بكر عن عاصم : { تكاد } بالتاء { يَنْفَطِرْنَ } بالنون وكسر الطاء وتخفيفها ، أي : يَتَشَقَّقْنَ { مِنْ فَوْقِهِنَّ } أي : من فوق الأَرضِين من عَظَمة الرحمن ؛ وقيل : من قول المشركين : " اتخذ الله ولداً " . ونظيرها [ التي ] في [ مريم : 90 ] . { والملائكةُ يسبِّحونَ بحمد ربِّهم } قال بعضهم : يصلُّون بأمر ربِّهم ؛ وقال بعضهم : ينزِّهونه عمّا لا يجوز في صفته { ويَستغفرون لِمَنْ في الأرض } فيه قولان . أحدهما : أنه أراد المؤمنين ، قاله قتادة ، والسدي . والثاني : أنهم كانوا يستغفرون للمؤمنين ، فلمّا ابتُليَ هاروت وماروت استغفروا لِمَن في الأرض . ومعنى استغفارهم : سؤالهم الرِّزق لهم ، قاله ابن السائب . وقد زعم قوم منهم مقاتل أن هذه الآية منسوخة بقوله : { ويَستغفرون للذين آمنوا } [ غافر : 7 ] وليس بشيءٍ ، لأنهم إنَّما يَستغفرون للمؤمنين دون الكفار ، فلفظ هذه الآية عامّ ، ومعناها خاصّ ، ويدل على التخصيص قوله : { ويستغفرون للذين آمنوا } [ غافر : 7 ] لأن الكافر لا يستحق أن يُستغفَر له . قوله تعالى : { والذين اتَّخَذوا مَنْ دونه أولياءَ } يعني كفار مكة اتَّخَذوا آلهة فعبدوها من دونه { اللهُ حفيظٌ عليهم } أي : حافِظٌ لأعمالهم ليجازيَهم بها { وما أنت عليهم بوكيل } أي : لم نوكِّلْكَ بهم فتؤخَذَ بهم . وهذه الآية عند جمهور المفسرين منسوخة بآية السيف ، ولا يصح .