Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 118-118)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِن تعذبهم فإنهم عبادك } قال الحسن ، وأبو العالية : إِن تعذبهم ، فبإقامتهم على كفرهم ، وإِن تغفر لهم ، فبتوبة كانت منهم . وقال الزجاج : علم عيسى أن منهم من آمن ، ومنهم من أقام على الكفر ، فقال في جملتهم : { إِن تعذبهم } أي : إِن تعذب من كفر منهم فإنهم عبادك ، وأنت العادل فيهم ، لأنك قد أوضحت لهم الحق ، فكفروا ، وإِن تغفر لهم ، أي : وإِن تغفر لمن أقلع منهم ، وآمَن ، فذلك تفضّل منك ، لأنه قد كان لك أن لا تغفر لهم بعد عظيم فريتهم ، وأنت في مغفرتك لهم عزيز ، لا يمتنع عليك ما تريد ، حكيم في ذلك . وقال ابن الأنباري : معنى الكلام : لا ينبغي لأحدٍ أن يعترض عليك ، فإن عذبتهم ، فلا اعتراض عليك ، وإِن غفرت لهم - ولست فاعلاً إِذا ماتوا على الكفر - فلا اعتراض عليك . وقال غيره : العفو لا ينقص عزّك ، ولا يخرج من حكمك . وقد روى أبو ذر قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام ليلةٍ بآيةٍ يردِّدها : { إِن تعذبهم فإنهم عبادك ، وإِن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } .