Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 55-56)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنما وليكم الله ورسوله } اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال . أحدها : " أن عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : إِن قوماً قد أظهروا لنا العداوة ، ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبُعد المنازل ، فنزلت هذه الآية ، فقالوا : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين ، وأذَّن بلال بالصلاة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا مسكين يسأل الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هل أعطاك أحدٌ شيئاً » ؟ قال : نعم قال « ماذا » ؟ قال : خاتم فضة . قال : « من أعطاكه » ؟ قال : ذاك القائِم ، فاذا هو علي بن أبي طالب ، أعطانيه وهو راكع ، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية " ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مقاتل . وقال مجاهد : نزلت في علي بن أبي طالب ، تصدق وهو راكع . والثاني : أن عبادة بن الصّامت لما تبرأ من حلفائه اليهود نزلت هذه الآية في حقه ، رواه العوفي عن ابن عباس . والثالث : أنها نزلت في أبي بكر الصديق ، قاله عكرمة . والرابع : أنها نزلت فيمن مضى من المسلمين ومن بقي منهم ، قاله الحسن . قوله تعالى : { ويؤتون الزكاة وهو راكعون } فيه قولان . أحدهما : أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم ، وهو تصدق علي عليه السلام بخاتمه في ركوعه . والثاني : أن من شأنهم إِيتاء الزكاة وفعل الركوع . وفي المراد بالركوع ثلاثة أقوال . أحدها : أنه نفس الركوع على ما روى أبو صالح عن ابن عباس . وقيل : إِن الآية نزلت وهُم في الركوع . والثاني : أنه صلاة التطوّع بالليل والنهار ، وإنما أُفرد الركوع بالذكر تشريفاً له ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضا . والثالث : أنه الخضوع والخشوع ، وأنشدوا : @ لا تُذِلَّ الفقيرَ عَلََّك أنْ تَرْ كَعَ يَوْماً والدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ @@ ذكره الماوردي . فأما « حزب الله » فقال الحسن : هم جند الله . وقال أبو عبيدة : أنصار الله . ثم فيه قولان . أحدهما : أنهم المهاجرون والأنصار ، قاله ابن عباس . والثاني : الأنصار ، ذكره أبو سليمان .