Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 87-88)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم } في سبب نزولها ثلاثة أقوال . أحدها : " أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم عثمان بن مظعون ، حرّموا اللحم والنساء على أنفسهم ، وأرادوا جبّ أنفسهم ليتفرّغوا للعبادة ، فقال رسول الله : « لم أُومر بذلك » ونزلت هذه الآية " ، رواه العوفي عن ابن عباس . وروى أبو صالح عن ابن عباس ، قال : كانوا عشرة : أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وعثمان ، بن مظعون ، والمقداد بن الأسود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر ، وعمار بن ياسر ، اجتمعوا في دار عثمان بن مظعون ، فتواثقوا على ذلك ، فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " من رغب عن سنَّتي فليس مني " ونزلت هذه الآية . قال السدي : كان سبب عزمهم على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوماً ، فلم يزدهم على التخويف ، فرقَّ الناس ، وبكوا ، فعزم هؤلاء على ذلك ، وحلفوا على ما عزموا عليه . وقال عكرمة : إِن علي بن أبي طالب ، وابن مسعود ، وعثمان ابن مظعون ، والمقداد ، وسالماً مولى أبي حُذيفة في أصحابه ، تبتَّلوا ، فجلسوا في البيوت ، واعتزلوا النساء ، ولبسوا المسوح وحرموا طيبات الطعام واللباس ، إِلا ما يأكل ويلبس أهل السياحة من بني إِسرائيل ، وهموا بالاختصاء ، وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار ، فنزلت هذه الآية . والثاني : أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إِني إِذا أكلت من هذا اللحم ، أقبلت على النساء ، وإِني حرَّمته عليّ ، فنزلت هذه الآية ، رواه عكرمة عن ابن عباس . والثالث : " أن ضيفاً نزل بعبد الله بن رواحة ، ولم يكن حاضراً ، فلما جاء ، قال لزوجته : هل أكل الضيف ؟ فقالت : انتظرتك . فقال : حبست ضيفي من أجلي ؟ ! طعامك عليّ حرام . فقالت : وهو عليَّ حرام إِن لم تأكله ، فقال الضيف : وهو عليَّ حرام إِن لم تأكلوه ، فلما رأى ذلك ابن رواحة قال : قرّبي طعامك ، كلوا بسم الله ، ثم غدا إِلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بذلك فقال : أحسنت ، ونزلت هذه الآية وقرأ حتى بلغ { لا يؤاخذكم الله باللغوا في أيمانكم } " رواه عبد الرحمن بن زيد عن أبيه . فأما « الطيبات » فهي اللذيذات التي تشتهيها النفوس مما أُبيح . وفي قوله : « ولا تعتدوا » خمسة أقوال . أحدها : لا تجبّوا أنفسكم ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وإِبراهيم . والثاني : لا تأتوا ما نهى الله عنه ، قاله الحسن . والثالث : لا تسيروا بغير سيرة المسلمين مِن ترك النساء ، وإِدامة الصيام ، والقيام ، قاله عكرمة . والرابع : لا تحرّموا الحلال ، قاله مقاتل . والخامس : لا تغصبوا الأموال المحرّمة ، ذكره الماوردي .