Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 100-100)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وجعلوا لله شركاء الجن } جعلوا ، بمعنى : وصفوا . قال الزجاج : نصبُ « الجن » من وجهين . أحدهما : أن يكون مفعولاً ، فيكون المعنى : وجعلوا لله الجنَ شركاء ؛ ويكون الجن مفعولاً ثانياً ، كقوله : { وجعلوا الملائكة الذين هم عبادالرحمن إناثاً } [ الزخرف : 19 ] . والثاني : أن يكون الجن بدلاً من شركاء ، ومفسراً للشركاء . وقرأ ابو المتوكل ، وأبو عمران ، وأبو حيوة ، والجحدري : « شركاء الجنُ » برفع النون . وقرأ ابن أبي عبلة ، ومعاذ القارىء : « الجنِّ » بخفض النون . وفي معنى جعلهم الجن شركاء ثلاثة أقوال . أحدها : أنهم أطاعوا الشياطين في عبادة الأوثان ، فجعلوهم شركاء لله ، قاله الحسن ، والزجاج . والثاني : قالوا : إن الملائكة بنات الله ، فهم شركاؤه ، كقوله : { وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً } [ الصافات : 158 ] . فسمى الملائكة جنَّاً لاجتنانهم ، قاله قتادة ، والسدي ، وابن زيد . والثالث : أن الزنادقة قالوا : الله خالق النور والماء والدواب والأنعام ، وإبليس : خالق الظلمة والسباع والحيات والعقارب ، وفيهم نزلت هذه الآية . قاله ابن السائب . قوله تعالى : { وخلقهم } في الكناية قولان . أحدهما : أنها ترجع إلى الجاعلين له الشركاء ، فيكون المعنى : وجعلوا للذي خلقهم شركاء لا يخلقون . والثاني : أنها ترجع إلى الجن ، فيكون المعنى : والله خلق الجن ، فكيف يكون الشريك لله مُحدِثا ؟ ذكرهما الزجاج . قوله تعالى : { وخرقوا له بنين وبنات } وقرأ نافع : « وخرّقوا » بالتشديد ، للمبالغة والتكثير ، لأن المشركين ادَّعوا الملائكةَ بناتِ الله ، والنصارى المسيحَ ، واليهود عزيراً . وقرأ ابن عباس ، وأبو رجاء ، وأبو الجوزاء : « وحرّفوا » بحاء غير معجمة وبتشديد الراء وبالفاء . وقرأ ابن السميفع ، والجحدري : « خارقوا » بألف وخاء معجمة . قال السدي : أما { البنون } فقول اليهود : عزير ابن الله ، وقول النصارى : المسيح ابن الله ، وأما « البنات » ، فقول مشركي العرب : الملائكة بناتُ الله . قال الفراء : خرّقوا ، واخترقوا ، وخلقوا ، واختلقوا ، بمعنى افتروا . وقال أبو عبيدة : خرقوا : جعلوا . قال الزجاج : ومعنى « بغير علم » : أنهم لم يذكروه من علم ، إنما ذكروه تَكذُّباً .