Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 128-128)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ويوم نحشرهم جميعاً } يعني : الجن والإنس . وقرأ حفص عن عاصم : « يحشرهم » بالياء . قال أبو سليمان : يعني : المشركين وشياطينهم الذين كانوا يوحون إليهم بالمجادلة لكم فيما حرَّمه الله من الميتة . قوله تعالى : { يا معشر الجن } فيه إضمار ، فيقال لهم : يامعشر ؛ والمعشر : الجماعة أمرهم واحد ، والجمع : المعاشر . وقوله : { قد استكثرتم من الإنس } أي : من إغوائهم وإضلالهم . { وقال أولياؤهم من الإنس } يعني : الذين أضلهم الجن . { ربَّنا استمتع بعضُنا ببعض } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أن استمتاع الإنس بالجن : أنهم كانوا إذا سافروا ، فنزلوا وادياً ، وأرادوا مبيتاً ، قال أحدهم : أعوذ بعظيم هذا الوادي من شر أهله ؛ واستمتاع الجن بالإنس : أنهم كانوا يفخرون على قومهم ، ويقولون : قد سدنا الإنس حتى صاروا يعوذون بنا ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مقاتل ، والفراء . والثاني : أن استمتاع الجن بالإنس : طاعتهم لهم فيما يغرونهم به من الضلالة والكفر والمعاصي . واستمتاع الإنس بالجن : أن الجن زَيَّنَتْ لهم الأمور التي يهوَوْنَها ، وشَّهوْها إليهم حتى سهل عليهم فعلها ، روى هذا المعنى عطاء عن ابن عباس ، وبه قال محمد بن كعب ، والزجاج . والثالث : أن استمتاع الجن بالإنس : إغواؤهم إياهم . واستمتاع الإنس بالجن : ما يتلقَّون منهم من السحر والكهانة ونحو ذلك . والمراد بالجن في هذه الآية : الشياطين . قوله تعالى : { وبلغنا أجلنا الذي أجَّلْتَ لنا } فيه قولان . أحدهما : الموت ، قاله الحسن ، والسدي . والثاني : الحشر ، ذكره الماوردي . قوله تعالى : { قال النار مثواكم } قال الزجاج : المثوى : المقام ؛ و « خالدين » منصوب على الحال . المعنى : النار مقامكم في حال خلود دائم { إلا ما شاء الله } هو استثناء من يوم القيامة ، والمعنى : { خالدين فيها } مذ يبعثون { إلا ما شاء الله } من مقدار حشرهم من قبورهم ، ومدتهم في محاسبتهم . ويجوز أن تكون : { إلا ما شاء الله } أن يزيدهم من العذاب . وقال بعضهم : إلا ما شاء الله من كونهم في الدنيا بغير عذاب ؛ وقيل في هذا غير قول ، ستجدها مشروحة في ( هود ) إن شاء الله .