Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 34-34)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولقد كُذبت رسل من قبلك } هذه تعزية له على ما يلقى منهم . قال ابن عباس : { فصبروا على ما كُذِّبِوا } رجاء ثوابي ، { وأُوذوا } حتى نُشروا بالمناشير , وحُرقوا بالنار { حتى أتاهم نصرنا } بتعذيب من كذبهم . قوله تعالى : { ولا مبدل لكلمات الله } فيه خمسة أقوال . أحدها : لا خُلْفَ لمواعيده ، قاله ابن عباس . والثاني : لا مبدِّل لما أخبر به وما أمر به ، قاله الزجاج . والثالث : لا مبدل لحكوماته ، وأقضيته النافذة في عباده ، فعبَّرت الكلمات عن هذا المعنى ، كقوله : { ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين } [ الزمر : 71 ] أي : وجب ما قضي عليهم . فعلى هذا القول ، والذي قبله ، يكون المعنى : لا مبدل لحكم كلمات الله ، ولا ناقض لما حكم به ، وقد حكم بنصر أنبيائه بقوله : { لأغلبن أنا ورسلي } [ المجادلة : 21 ] . والرابع : أن معنى الكلام معنى النهي ، وإن كان ظاهره الإخبار ، فالمعنى : لا يُبدِّلَن أحد كلمات الله ، فهو كقوله : { لا ريب فيه } [ البقرة : 2 ] . والخامس : أن المعنى : لا يقدر أحد على تبديل كلام الله ، وإن زخرف واجتهد ، لأن الله تعالى صانه برصين اللفظ ، وقويم الحكم ، أن يختلط بألفاظ أهل الزيغ ، ذكر هذه الأقوال الثلاثة ابن الأنباري . قوله تعالى : { ولقد جاءك من نبأِ المرسلين } أي : فيما صبروا عليه من الأذى فنُصروا . وقيل : إن « مِن » : صلة .