Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 59-59)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وعنده مفاتح الغيب } قال ابن جرير : المفاتح : جمع مفتح ؛ يقال مفتح ومفتاح ، فمن قال : مفتح ، جمعه : مفاتح . ومن قال : مفتاح ، جمعه : مفاتيح ، وفي { مفاتح الغيب } سبعة أقوال . أحدها : أنها خمس لا يعلمها إلا الله عز وجل . روى البخاري في أفراده من حديث ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ، لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ، ولا يعلم ما في غدٍ إلا الله ، ولا تعلم نفس بأي أرض تموت إلا الله ، ولا يعلم متى ينزل الغيث إلا الله " قال ابن مسعود : أُوتي نبيُّكم علم كل شيء إلا مفاتيحَ الغيب . والثاني : أنها خزائن غيب السموات من الأقدار والأرزاق ، قاله ابن عباس . والثالث : ما غاب عن الخلق من الثواب والعقاب ، وما تصير إليه الأمور ، قاله عطاء . والرابع : خزائن غيب العذاب ، متى ينزل ، قاله مقاتل . والخامس : الوُصلة إلى علم الغيب إذا اسْتُعْلم ، قاله الزجاج . والسادس : عواقب الأعمار وخواتيم الأعمال . والسابع : ما لم يكن ، هل يكون ، أم لا يكون ؟ وما يكون كيف يكون وما لا يكون ، إن كان ، كيف يكون ؟ فأما البَرُّ ، فهو القفر . وفي البحر قولان . أحدهما : أنه الماء ، قاله الجمهور . والثاني : أنه القرى ، قاله مجاهد . قوله تعالى : { وما تسقط من ورقة إلا يعلمها } قال الزجاج : المعنى أنه يعلمها ساقطة وثابتة ، كما تقول : ما يجيئك أحد إلا وأنا أعرفه ، ليس تأويله : اعرفه في حال مجيئه فقط . فأما ظلمات الأرض ، فالمراد بها بطن الأرض . وفي الرطب واليابس ، خمسة أقوال . أحدها : أن الرطب : الماء ، واليابس : البادية . والثاني : الرطب : ما يُنبِت ، واليابس : مالا يُنبِت . والثالث : الرطب : الحي ، واليابس : الميت . والرابع : الرطب : لسان المؤمن يذكر الله ، واليابس : لسان الكافر لا يتحرك بذكر الله . والخامس : أنهما الشيء ينتقل من إحدى الحالتين إلى الأخرى ، فهو يعلمه رطباً ، ويعلمه يابساً . وفي الكتاب المبين قولان . أحدهما : أنه اللوح المحفوظ ، قاله مقاتل . والثاني : أنه علم الله المتقَنُ ، ذكره الزجاج . فان قيل : ما الفائدة في إِحصاء هذه الأشياء في كتاب ؟ فعنه ثلاثة أجوبة ، ذكرهن ابن الأنباري . أحدها : أنه أحصاها في كتاب ، لتقف الملائكة على نفاذ علمه . والثاني : أنه نبه بذلك عباده على تعظيم الحساب ، وأعلمهم أنه لا يفوته ما يصنعون ، لأن من يثبت مالا ثواب فيه ولا عقاب ، فهو إلى إثبات ما فيه ثواب وعقاب أسرع . والثالث : أن المراد بالكتاب : العلم ؛ فالمعنى : أنها مثبتة في علمه .