Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 84-87)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ووهبنا له إسحاق } ولداً لصلبه { ويعقوب } ولدا لإسحاق { كلاً } من هولاء المذكورين { هدينا } أي : أرشدنا . قوله تعالى : { ومن ذرَّيته } في « هاء الكناية » قولان . أحدهما : أنها ترجع إلى نوح ؛ رواه أبو صالح عن ابن عباس . واختاره الفراء ، ومقاتل ، وابن جرير الطبري . والثاني : إلى إبراهيم ، قاله عطاء . وقال الزجاج : كلا القولين جائز ، لأن ذكرهما جميعاً قد جرى ، واحتج ابن جرير للقول الأول بأن الله تعالى ، ذكر في سياق الآيات لوطاً ، وليس من ذرية إبراهيم . وأجاب عنه أبو سليمان الدمشقي بأنه يحتمل أن يكون أراد : ووهبنا له لوطاً في المعاضدة والنصرة ، ثم قوله : { وكذلك نجزي المحسنين } من أبين دليل على انه إبراهيم ، لأن افتتاح الكلام إنما هو بذكر ما أثاب به إبراهيم . فأما « يوسف » فهو اسم أعجمي . قال الفراء : « يوسف » بضم السين من غير همز ، لغة أهل الحجاز ، وبعض بني أسد يقول : « يؤسف » بالهمز ، وبعض العرب يقول : « يوسِف » بكسر السين ، وبعض بني عُقيل يقول : « يوسَف » بفتح السين . قوله تعالى : { وكذلك نجزي المحسنين } أي : كما جزينا إبراهيم على توحيده وثباته على دينه ، بأن رفعنا درجته ، ووهبنا له أولاداً أنبياء أتقياء ، كذلك نجزي المحسنين . فأما عيسى ، وإلياس ، واليسع ، ولوطا ، فأسماء أعجمية ، وجمهور القراء يقرؤون « اليسع » بلام واحدة مخففاً ، منهم ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر . وقرأ حمزة ، والكسائي ، هاهنا وفي صلى الله عليه وسلم « إلِلْيَسَّعَ » بلامين مع التشديد . قال الفراء : وهي أشبه بالصواب ، وبأسماء الأنبياء من بني إسرائيل ، ولأن العرب لا تدخل على « يَفْعَل » إذا كان في معنى فلان ، ألفاً ولاماً ، يقولون : هذا يسع قد جاء ، وهذا يعمر ، وهذا يزيد ، فهكذا الفصيح من الكلام . وأنشدني بعضهم : @ وَجَدْنا الوَلِيْد بنَ اليَزْيِد مباركاً شَدِيْداً بأحْناءِ الخِلافَةِ كاهِلُه @@ فلما ذكر الوليد بالألف واللام ، أتبعه يزيد بالألف واللام ، وكلٌ صواب . وقال مكي : من قرأه بلام واحدة . فالأصل عنده : يسع ، ومن قرأه بلامين ، فالأصل عنده : لَيْسَعُ ، فأدخلوا عليه حرف التعريف . وباقي أسماء الأنبياء قد تقدم بيانها ، والمراد بالعالمين : عالمو زمانهم . قوله تعالى : { ومن آبائهم وذرياتهم } { من } هاهنا للتبعيض . قال الزجاج : المعنى : هدينا هؤلاء ، وهدينا بعض آبائهم وذرياتهم . { واجتبيناهم } مثل : اخترناهم واصطفيناهم ، وهو مأخوذ من جبيت الشيء : إذا أخلصته لنفسك . وجبيت الماء في الحوض : إذا جمعته فيه . فأما الصراط المستقيم : فهو التوحيد .