Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 91-91)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وما قدروا الله حق قدره } في سبب نزولها سبعة اقوال . أحدها : " أن مالك بن الصيف رأس اليهود ، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، أتجد فيها أن الله يبغض الحبر السمين ؟ قال : نعم . قال : فأنت الحبر السمين فغضب ثم قال : { ما أنزل الله على بشر من شيء } فنزلت هذه الآية " ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ؛ وكذلك قال سعيد بن جبير ، وعكرمة : نزلت في مالك بن الصيف . والثاني : أن اليهود قالوا يا محمد ، أنزل الله عليك كتاباً ؟ قال : « نعم » . قالوا والله ما أنزل الله من السماء كتاباً ، فنزلت هذه الآية ، رواه الوالبي عن ابن عباس . والثالث : أن اليهود قالوا يا محمد ، إن موسى جاء بألواح يحملها من عند الله ، فائتنا بآية كما جاء موسى ، فنزل { يسألك أهل الكتاب أن تنزِّل عليهم كتاباً من السماء } [ النساء : 153 ] إلى قوله { عظيماً } [ النساء : 156 ] . فلما حدَّثهم بأعمالهم الخبيثة ، قالوا : والله ما أنزل الله عليك ولا على موسى وعيسى ، ولا على بشر ، من شيء ، فنزلت هذه الآية ، قاله محمد بن كعب . والرابع : أنها نزلت في اليهود والنصارى ، آتاهم الله علما فلم ينتفعوا به ، قاله قتادة . والخامس : أنها نزلت في فنحاص اليهودي ، وهو الذي قال : { ما أنزل الله على بشر من شيء } قاله السدي . والسادس : أنها نزلت في مشركي قريش ، قالوا : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد . والسابع : أن أولها إلى قوله { من شيء } في مشركي قريش ، وقوله : { من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى } في اليهود ، رواه ابن كثير عن مجاهد . وفي معنى : { وما قدروا الله حق قدره } ثلاثة أقوال . أحدها : ما عظَّموا الله حق عظمته ، قاله ابن عباس ، والحسن ، والفراء ، وثعلب ، والزجاج . والثاني : ما وصفوه حق وصفته ، قاله أبو العالية ، واختاره الخليل . والثالث : ما عرفوه حق معرفته ، قاله أبو عبيدة . قوله تعالى : { يجعلونه قراطيس } معناه : يكتبونه في قراطيس . وقيل : إنما قال : قراطيس ، لأنهم كانوا يكتبونه في قراطيس مقطَّعة ، حتى لا تكون مجموعة ، ليخفوا منها ما شاؤوا . قوله تعالى : { يبدونها } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : « يجعلونه قراطيس يبدونها » و « يخفون » بالياء فيهن . وقرأ نافع ، وعاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : بالتاء فيهن . فمن قرأ بالياء ، فلأن القوم غُيّب ، بدليل قوله : { وما قدروا الله حق قدره } ومن قرأ بالتاء ، فعلى الخطاب ، والمعنى : تبدون منها ما تحبون ، وتخفون كثيراً ، مثل صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، وآية الرجم ، ونحو ذلك مما كتموه . قوله تعالى : { وعُلّمتم مالم تعلموا أنتم ولا آباؤكم } في المخاطب بهذا قولان . أحدهما : أنهم اليهود ، قاله الجمهور . والثاني : أنه خطاب للمسلمين ، قاله مجاهد . فعلى الأول : عُلِّموا ما في التوراة ؛ وعلى الثاني : عُلِّموا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم . قوله تعالى : { قل الله } هذا جواب لقوله : { من أنزل الكتاب } وتقديره : فإن أجابوك ، وإلا فقل : الله أنزله . قوله تعالى : { ثم ذرهم } تهديد . وخوضهم : باطلهم . وقيل : إن هذا أمر بالإعراض عنهم ، ثم نسخ بآية السيف . قوله تعالى : { وهذا كتاب أنزلناه } يعني : القرآن ، قال الزجاج ، والمبارك : الذي يأتي من قِبَله الخير الكثير . والمعنى : أنزلناه للبركة والإنذار .