Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 62, Ayat: 1-4)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { هو الذي بعث في الأميين } يعني : العرب ، وكانوا لا يكتبون وقد شرحنا هذا المعنى في [ البقرة : 78 ] { رسولاً } يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم { منهم } أي : من جنسهم ونسبهم . فإن قيل : فما وجه الامتنان في أنه بعث نبياً أمياً ؟ فعنه ثلاثة أجوبة . أحدها : لموافقة ما تقدَّمت البشارة [ به في كتب ] الأنبياء . والثاني : لمشاكلة حاله لأحوالهم ، فيكون أقرب لموافقتهم . والثالث : لئلا يظن به أنه يعلم كتب من قبله . وما بعد هذا في سورة [ البقرة : 129 ] . إلى قوله تعالى : { وإن كانوا من قَبْلُ } ، أي : وما كانوا قبل بعثته إلا في { ضلال مبين } بَيِّن ، وهو الشرك . قوله تعالى : { وآخرين منهم } فيه قولان : أحدهما : وبعث محمداً في آخرين منهم ، أي : من الأميين . والثاني : ويعلم آخرين منهم ، ويزكِّيهم . وفي المراد بالآخرين أربعة أقوال : أحدها : أنهم العجم ، قاله ابن عمر ، وسعيد بن جبير ، وهي رواية ليث عن مجاهد . فعلى هذا إِنما قال : « منهم » ، لأنهم إِذا أسلموا صاروا منهم ، إذ المسلمون يد واحدة ، وملَّةٌ واحدة . والثاني : أنهم التابعون ، قاله عكرمة ، ومقاتل . والثالث : جميع من دخل في الإسلام إِلى يوم القيامة ، قاله ابن زيد ، وهي رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد . والرابع : أنهم الأطفال ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { لما يلحقوا بهم } أي : لم يلحقوا بهم . قوله تعالى : { ذلك فضل الله } يعني : الإسلام والهدى { والله ذو الفضل العظيم } بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم .