Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 100-101)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أو لم يهد للذين } وقرأ يعقوب « نَهِد » بالنون ، وكذلك في [ طه : 128 ] و [ السجدة : 26 ] . قال الزجاج : من قرأ بالياء ، فالمعنى : أو لم يبيِّن الله لهم . ومن قرأ بالنون ، فالمعنى : أو لم نبيِّن . وقوله تعالى : { ونطبع } ليس بمحمول على « أصبناهم » ، لأنه لو حمل على « أصبناهم » لكان : ولطبعنا . وإنما المعنى : ونحن نطبع على قلوبهم . ويجوز أن يكون محمولاً على الماضي ، ولفظه لفظ المستقبل ، كما قال : { ان لو نشاء } ، والمعنى : لو شئنا . وقال ابن الانباري : يجوز أن يكون معطوفاً على : أصبنا ، إذ كان بمعنى نُصيب ؛ فوضع الماضي في موضع المستقبل عند وضوح معنى الاستقبال ، كما قال : { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك } [ الفرقان : 10 ] أي : إن يشأ ، يدل عليه قوله : { ويجعل لك قصوراً } ، قال الشاعر : @ إنْ يَسْمَعُوا رِيْبِةً طارُوا بِهَا فَرَحاً مِنَّي ، وَمَا سَمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا @@ أي : يدفنوا . قوله تعالى : { فهم لا يسمعون } أي : لا يقبلون ، ومنه : « سمع الله لمن حمده » ، قال الشاعر : @ دَعَوْتُ الله حتَّى خِفْتُ أنْ لاَ يَكُوْنَ اللهُ يَسْمَعُ مَا أقُوْل @@ قوله تعالى : { فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل } فيه خمسة أقوال . أحدها : فما كانوا ليؤمنوا عند مجيء الرسل بما سبق في علم الله أنهم يكذِّبون به يوم أقروا به بالميثاق حين أخرجهم من صلب آدم ، هذا قول أُبيِّ بن كعب . والثاني : فما كانوا ليؤمنوا عند إرسال الرسل بما كذِّبوا به يوم أخذ ميثاقهم حين أخرجهم من صلب آدم ، فآمنوا كرهاً حيث أقروا بالألسن ، وأضمروا التكذيب ، قاله ابن عباس ، والسدي . والثالث : فما كانوا لو رددناهم إلى الدنيا بعد موتهم ليؤمنوا بما كذَّبوا به من قبل هلاكهم ، هذا قول مجاهد . والرابع : فما كانوا ليؤمنوا بما كذَّب به أوائلهم من الأمم الخالية ، بل شاركوهم في التكذيب ، قاله يمان بن رباب . والخامس : فما كانوا ليؤمنوا بعد رؤية المعجزات والعجائب بما كذَّبوا قبل رؤيتها .