Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 108-122)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ونزع يده } قال ابن عباس : أدخل يده في جيبه ، ثم أخرجها ، فاذا هي تبرق مثل البرق ، لها شعاع غلب نور الشمس ، فخرَّوا على وجوههم ؛ ثم أدخلها جيبه فصارت كما كانت . قال مجاهد : بيضاء من غير برص . قوله تعالى : { فماذا تأمرون } قال ابن عباس : ما الذي تشيرون به عليَّ ؟ وهذا يدل على أنه من قول فرعون ، وأن كلام الملأ انقطع عند قوله : { من أرضكم } . قال الزجاج : يجوز أن يكون من قول الملأِ ، كأنهم خاطبوا فرعون ومن يخصه ، أو خاطبوه وحده ، لأنه قد يقال للرئيس المطاع : ماذا ترون ؟ . قوله تعالى : { أرْجِئْهُ } قرأ ابن كثير « أرجهؤ » مهموز بواو بعد الهاء في اللفظ . وقرأ أبو عمرو مثله ، غير أنه يضم الهاء ضمة ، من غير أن يبلغ بها الواو ؛ وكانا يهمزان { مُرجَؤن } [ التوبة : 106 ] و { ترجىء } [ الأحزاب : 51 ] . وقرأ قالون والمسيّبي عن نافع « أرجهِ » بكسر الهاء ، ولا يبلغ بها الياء ، ولا يهمز . وروى عنه ورش : « أرجهي » يصلها بياء ، ولا يهمز بين الجيم والهاء . وكذلك قال إسماعيل بن جعفر عن نافع ؛ وهي قراءة الكسائي . وقرأ حمزة : « أرجهْ » ساكنة الهاء غير مهموز ، وكذلك قرأ عاصم في غير رواية المفضل ، وقد روى عنه المفضل كسر الهاء من غير إشباع ولا همز ، وهي قراءة أبي جعفر ، وكذلك اختلافهم في سورة [ الشعراء : 36 ] . قال ابن قتيبة : أرِّجْهُ : أخّره ؛ وقد يهمز ، يقال : أرجأت الشيء ، وأرجيته . ومنه قوله : { ترجي من تشاء منهن } [ الأحزاب : 51 ] . قال الفراء : بنو أسد تقول : أرجيت الأمر ، بغير همز ، وكذلك عامة قيس ؛ وبعض بني تميم يقولون : أرجأت الأمر ، بالهمز ، والقراء مولَعون بهمزها ، وترك الهمز أجود . قوله تعالى : { وأرسل في المدائن } يعني : مدائن مصر ، { حاشرين } أي : من يحشر السحرة إليك ويجمعهم . وقال ابن عباس : هم الشرط . قوله تعالى : { يأتوك بكل ساحر } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابو عمرو ، وعاصم وابن عامر : { ساحرٍ } ، وفي [ يونس : 97 ] { بكل ساحرٍ } ؛ وقرأ حمزة ، والكسائي : « سحّارٍ » في الموضعين ؛ ولا خلاف في [ الشعراء : 37 ] { سحّارٍ } قوله تعالى : { إن لنا لأجراً } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وحفص عن عاصم : { إن لنا لأجراً } مكسورة الألف على الخبر ، وفي [ الشعراء : 41 ] { آينَّ } ممدودة مفتوحة الألف ، غير أن حفصا روى عن عاصم في [ الشعراء : 41 ] { أإن } بهمزتين . وقرأ أبو عمرو : { آين لنا } ممدودة في السورتين . وقرأ ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم : بهمزتين في الموضعين . قال أبو علي : الاستفهام أشبه بهذا الموضع ، لأنهم لم يقطعوا على أن لهم الأجر ، وإنما استفهموا عنه . قوله تعالى : { وإنكم لمن المقربين } أي : ولكم مع الأجر المنزلة الرفيعة عندي . قوله تعالى : { سحروا أعين الناس } قال أبو عبيدة : عَشَّوْا أعين الناس وأخذوها . { واسترهبوهم } أي : خوَّفوهم . وقال الزجاج : استَدعَوا رهبتهم حتى رهبهم الناس . قوله تعالى : { فاذا هي تلقَّفُ } وقرأ عاصم : { تلقف } ساكنة اللام خفيفة القاف هاهنا وفي [ طه : 69 ] ، و [ الشعراء : 45 ] . وروى البزّيّ ، وابن فُلَيح عن ابن كثير : { تلقف } بتشديد التاء قال الفراء : يقال : لقفْتُ الشيء ، فأنا ألقَفُه لَقفْاً ولَقَفاناً ؛ والمعنى : تبتلع . قوله تعالى : { ما يأفكون } أي : يكذبون ، لأنهم زعموا أنها حيّات . قوله تعالى : { فوقع الحق } قال ابن عباس : استبان . { وبطل ما كانوا يعملون } من السحر . الإشارة إلى قصتهم اختلفوا في عدد السحرة على ثلاثة عشر قولاً . أحدها : اثنان وسبعون ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : اثنان وسبعون ألفاً ، روي عن ابن عباس أيضاً ، وبه قال مقاتل . والثالث : سبعون ، روي عن ابن عباس أيضاً . والرابع : اثنا عشر ألفا ، قاله كعب . والخامس : سبعون ألفاً ، قاله عطاء ، وكذلك قال وهب في رواية ، ألا أنه قال : فاختار منهم سبعة آلاف . والسادس : سبعمائة ، وروى عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب أنه قال : كان عدد السحرة الذين عارضوا موسى سبعين ألفاً متخيَّرين من سبعمائة ألف ، ثم إن فرعون اختار من السبعين الألف سبعمائة . والسابع : خمسة وعشرون ألفاً ، قاله الحسن . والثامن : تسعمائة ، قاله عكرمة . والتاسع : ثمانون ألفاً ، قاله محمد بن المنكدر . والعاشر : بضعة وثلاثون ألفاً ، قاله السدي . والحادي عشر : خمسة عشر ألفاً ، قاله ابن اسحاق . والثاني عشر : تسعة عشر ألفاً ، رواه أبو سليمان الدمشقي . والثالث عشر : أربع مائة ، حكاه الثعلبي . فأما أسماء رؤسائهم ، فقال ابن اسحاق : رؤوس السحرة ساتور ، وعاذور ، وحُطحُط ، ومُصَفَّى ، وهم الذين آمنوا ، كذا حكاه ابن ماكولا . ورأيت عن غير ابن اسحاق : سابوراً ، وعازوراً . وقال مقاتل : اسم أكبرهم شمعون . قال ابن عباس : ألقوا حبالاً غلاظاً ، وخشباً طُوالا ، فكانت ميلاً في ميل ، فألقى موسى عصاه ، فاذا هي أعظم من حبالهم وعصيهم ، قد سدت الأفق ، ثم فتحت فاها ثمانين ذراعاً ، فابتلعت ما ألقوا من حبالهم وعصيِّهم ، وجعلت تأكل جميع ما قدرت عليه من صخرة أو شجرة ، والناس ينظرون ، وفرعون يضحك تجلُّداً ، فأقبلت الحيَّة نحو فرعون ، فصاح : يا موسى ، يا موسى ، فأخذها موسى ، وعرفت السحرة أن هذا من السماء ، وليس هذا بسحر ، فخرُّوا سُجَّداً ، وقالوا : آمنا برب العالمين ، فقال فرعون : إياي تعنون ، فقالوا : ربَّ موسى وهارون ، فأصبحوا سحرة ، وأمسوا شهداء . وقال وهب بن منبه : لما صارت ثعباناً حملت على الناس فانهزموا منها ، فقتل بعضهم بعضاً ، فمات منهم خمسة وعشرون ألفاً . وقال السدي : لقي موسى أمير السحرة ، فقال : أرأيت إن غلبتك غدا ، أتؤمن بي ؟ فقال الساحر : لآتين غدا بسحر لا يغلبه السحر ، فوالله لئن غلبتني لأومننَّ بك . فان قيل : كيف جاز أن يأمرهم موسى بالإلقاء ، وفعل السحر كفر ؟ فعنه ثلاثة أجوبة . أحدها : أن مضمون أمره : إن كنتم محقين فألقوا . والثاني : ألقوا على ما يصح ، لا على ما يفسد ويستحيل ، ذكرهما الماوردي . والثالث : إنما أمرهم بالإلقاء لتكون معجزته أظهر ، لأنهم إذا ألقوا ، ألقى عصاه فابتلعت ذلك ، ذكره الواحدي . فان قيل : كيف قال : { وأُلقي السحرة ساجدين } وإنما سجدوا باختيارهم ؟ فالجواب : أنه لما زالت كل شبهة بما أظهر الله تعالى من أمره ، اضطرهم عظيم ما عاينوا إلى مبادرة السجود ، فصاروا مفعولين في الإلقاء تصحيحاً وتعظيماً لشأن ما رأوا من الآيات ، ذكره ابن الأنباري . قال ابن عباس : لما آمنت السحرة ، اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل .