Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 129-130)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا } في هذا الأذى ستة أقوال . أحدها : أن الأذى الأول والثاني أخذ الجزية ، قاله الحسن . والثاني : أن الأول : ذبح الأبناء ، والثاني : إدراك فرعون يوم طلبهم ، قاله السدي . والثالث : أن الأول أنهم كانوا يسخَّرون في الأعمال إلى نصف النهار ، ويرسَلون في بقيته يكتسبون ، والثاني تسخيرهم جميع النهار بلا طعام ولا شراب ، قاله جويبر . والرابع : أن الأول تسخيرهم في ضرب اللَّبِن ، وكانوا يعطونهم التبن الذي يخلطونه في الطين ؛ والثاني : أنهم كلِّفوا ضرب اللَّبِن وجعلَ التبن عليهم ، قاله ابن السائب . والخامس : أن الأول : قتل الأبناء واستحياء البنات ، والثاني : تكليف فرعون إياهم مالا يطيقونه ، قاله مقاتل . والسادس : أن الأول : استخدامهم وقتل أبنائهم واستحياء نسائهم ، والثاني : إعادة ذلك العذاب . وفي قوله : { من قبل أن تأتينا } قولان . أحدهما : تأتينا بالرسالة ، ومن بعد ما جئنا بها ، قاله ابن عباس . والثاني : تأتينا بعهد الله أنه سيخلِّصنا ، ومن بعد ما جئتنا به ، ذكره الماوردي . قوله تعالى : { عسى ربكم أن يهلك عدوكم } قال الزجاج : عسى : طمع وإشفاق ، إلا أن ما يُطمِع الله فيه فهو واجب . قوله تعالى : { ويستخلفكم في الأرض } في هذا الاستخلاف قولان . أحدهما : أنه استخلاف من فرعون وقومه . والثاني : استخلاف عن الله تعالى ، لأن المؤمنين خلفاء الله في أرضه . وفي الأرض قولان . أحدهما : أرض مصر ، قاله ابن عباس . والثاني : أرض الشام ، ذكره الماوردي . قوله تعالى : { فينظر كيف تعملون } قال الزجاج : أي : يراه بوقوعه منكم ، لأنه إنما يجازيهم على ما وقع منهم ، لا على ما علم أنه سيقع . قوله تعالى : { ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين } قال أبو عبيدة : مجازُه : ابتليناهم بالجدوب . وآل فرعون : أهل دينه وقومه . وقال مقاتل : هم أهل مصر . قال الفراء : « بالسنين » أي : بالقحط والجدوب عاماً بعد عام . وقال الزجاج : السنون في كلام العرب : الجدوب ، يقال : مستهم السَّنة ، ومعناه : جدب السَّنة ، وشدة السَّنة . وإنما أخذهم بالضراء ، لأن أحوال الشدة ، تُرِقُ القلوب ، وتُرغِّب فيما عند الله وفي الرجوع اليه ، قال قتادة : أما السنون ، فكانت في بواديهم ومواشيهم ، وأما نقص الثمرات ، فكان في أمصارهم وقراهم . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : يبس لهم كل شيء ، وذهبت مواشيهم ، حتى يبس نيل مصر ، فاجتمعوا إلى فرعون فقالوا له : إن كنت رباً كما تزعم فاملأ لنا نيل مصر ، فقال : غُدْوة يصبِّحكم الماء ، فلما خرجوا من عنده ، قال : أيَّ شيء صنعت ؟ أنا أقدر أن أجيء بالماء في نيل مصر غدوة أصبح ، فيكذِّبوني ؟ ! فلما كان جوف الليل ، اغتسل ، ثم لبس مِدرعة من صوف ، ثم خرج حافياً حتى اتى بطن نيل مصر فقام في بطنه ، فقال : اللهم إنك تعلم أني أعلم أنك تقدر أن تملأ نيل مصر ماء ، فاملأه ، فما علم إلا بخرير الماء لما أراد الله به من الهلكة . قلت : وهذا الحديث بعيد الصحة ، لأن الرجل كان دهرياً لا يثبت إِلهاً ، ولو صح ، كان إقراره بذلك كاقرار ابليس ، وتبقى مخالفته عناداً .