Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 169-169)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فخلف من بعدهم } أي : من بعد الذين وصفناهم { خَلْفٌ } وقرأ الجوني ، والجحدري : « خَلَفٌ » بفتح اللام . قال أبو عبيدة : الخَلَفُ والخَلَفُ واحد ، وقوم يجعلون المحرَّك اللام ، للصالح ، والمسكَّن لغير الصالح . وقال ابن قتيبة : الخَلْفُ : الرديء من الناس ومن الكلام ، يقال : هذا خَلْفٌ من القول . وقال ابن الأنباري : أكثر ما تستعمل العرب الخَلْفَ ، باسكان اللام ، في الرديء المذموم . وتفتح اللام في الفاضل الممدوح . وقد يوقع الخَلْفُ على الممدوح ، والخلَفُ على المذموم ، غير أن المختار ما ذكرناه . وفي المراد بهذا الخَلْف ثلاثة أقوال . أحدها : أنهم اليهود ، قاله ابن عباس ، وابن زيد . والثاني : النصارى . والثالث : أن الخَلْفَ من أُمة محمد صلى الله عليه وسلم ، والقولان عن مجاهد . فان قيل : الخَلْفُ واحد ، فكيف قال : « يأخذون » وكذلك قال في [ مريم : 59 ] « أضاعوا » فقد ذكر ابن الأنباري عنه جوابين . أحدهما : أن الخَلْف : جمع خالف ، كما أن الركب : جمع راكب ، والشَّرْب : جمع شارب . والثاني : أن الخَلْف مصدر يكون للاثنين والجميع ، والمذكر والمؤنث . قوله تعالى : { ورثوا الكتاب } أي : انتقل إليهم انتقال الميراث من سلف إلى خلف ، فيخرج في الكتاب ثلاثة أقوال . أحدها : أنه التوراة . والثاني : الإنجيل . والثالث : القرآن . قوله تعالى : { يأخذون عرض هذا الأدنى } أي : هذه الدنيا ، وهو ما يعرض لهم منها . وقيل : سماه عرضاً ، لقلة بقائه . قال ابن عباس : يأخذون ما أحبوا من حلال أو حرام . وقيل : هو الرِّشوة في الحكم . وفي وصفه بالأدنى قولان . أحدهما : أنه من الدُّنُوِّ . والثاني : أنه من الدناءة . قوله تعالى : { سيُغفَرُ لنا } فيه قولان . أحدهما : أن المعنى : إنا لا نؤاخَذ ، تمنِّياً على الله الباطلَ . والثاني : أنه ذنْب يغفره الله لنا ، تأميلاً لرحمة الله تعالى . وفي قوله : { وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه } قولان . أحدهما : أن المعنى : لا يشبعهم شيء ، فهم يأخذون لغير حاجة ، قاله الحسن . والثاني : أنهم أهل إصرار على الذنوب ، قاله مجاهد . قوله تعالى : { ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق } قال ابن عباس : وكّد الله عليهم في التوراة أن لا يقولوا على الله إلا الحق ، فقالوا الباطل ، وهو ما أوجبوا على الله من مغفرة ذنوبهم التي لا يتوبون منها ، وليس في التوراة ميعاد المغفرة مع الإصرار . قوله تعالى : { ودرسوا ما فيه } معطوف على « ورثوا » . ومعنى « درسوا ما فيه » : قرؤوه ، فكأنه قال : خالفوا على علم . { والدار الآخرة } أي : ما فيها من الثواب { خير للذين يتقون أفلا يعقلون } أن الباقي خير من الفاني . قرأ ابن عامر ، ونافع ، وحفص عن عاصم : بالتاء ، والباقون : بالياء .