Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 179-179)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولقد ذرأنا } أي : خلقنا . قال ابن قتيبة : ومنه ذرية الرجل ، إنما هي الخلق منه ، ولكن همزها يتركه أكثر العرب . قوله تعالى : { لجهنم } هذه اللام يسميها بعض أهل المعاني لام العاقبة ، كقوله : { ليكون لهم عدواً وحزناً } [ القصص : 8 ] ومثله قول الشاعر : @ أمْوالُنَا لِذَوِي المِيْرَاثِ نَجْمَعُهَا وَدُوْرُنَا لِخَرَابِ الدَّهْرِ نَبْنِيْها @@ ودخل رجل على عمر بن عبد العزيز يعزِّيه بموت ابنه ، فقال : @ تعزَّ أمِيْرَ المؤمنينَ فإنَّه لِما قَدْ تَرَى يُغْذَى الصَّغِيْرُ ويُوْلَدُ @@ وقد أخبر الله عز وجل في هذه الآية بنفاذ عِلمه فيهم أنهم يصيرون إليها بسبب كفرهم . قوله تعالى : { لهم قلوب لا يفقهون بها } لمّا أعرض القوم عن الحق والتفكر فيه ، كانوا بمنزلة من لم يفقه ولم يُبصر ولم يسمع . وقال محمد بن القاسم النحوي : أراد بهذا كله أمر الآخرة ، فانهم يعقلون أمر الدنيا . قوله تعالى : { أولئك كالأنعام } شبَّههم بالأنعام لأنها تسمع وتبصر ، ولا تعتبر ، ثم قال : { بل هم أضل } لأن الأنعام تبصر منافعها ومضارها ، فتلزم بعض ما تبصره ، وهؤلاء يعلم أكثرهم أنه معاند ، فيُقدِم على النار ، { أولئك هم الغافلون } عن أمر الآخرة .