Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 184-186)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جِنَّة } سبب نزولها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، علا على الصفا ليلة ، ودعا قريشاً فخذاً فخذاً : يا بني فلان ، يا بني فلان ، يا بني فلان ، فحذَّرهم بأس الله وعقابه ، فقال قائلهم : إن صاحبكم هذا لمجنون ، بات يصوِّت حتى الصباح ، فنزلت هذه الآية ، قاله الحسن ، وقتادة . ومعنى الآية : أولم يتفكروا فيعلموا ما بصاحبهم من جِنة ، أي : جنون ، فحثَّهم على التفكر في أمره ليعلموا أنه بريء من الجنون . { إن هو } أي : ما هو { إلا نذير } أي : مخوِّف { مبين } يبيِّن طريق الهدى . ثم حثهم على النظر المؤدي إلى العلم فقال : { أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض } ليستدلوا على أن لها صانعاً مدبراً ؛ وقد سبق بيان الملكوت في سورة [ الأنعام : 75 ] . قوله تعالى : { وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم } قرأ ابن مسعود ، وأبيٌّ والجحدري : « آجالهم » . ومعنى الآية : أولم ينظروا في الملكوت وفيما خلق الله من الأشياء كلِّها ، وفي أنْ عسى أن تكون آجالهم قد قربت فيهلِكوا على الكفر ، ويصيروا إلى النار { فبأي حديث بعده يؤمنون } يعني القرآن وما فيه من البيان . ثم ذكر سبب إعراضهم عن الإيمان ، فقال : { من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر : « ونذرهم » بالنون والرفع . وقرأ أبو عمرو : بالياء والرفع . وقرأ حمزة ، والكسائي : « ويذرْهُم » بالياء مع الجزم خفيفة . فمن قرأ بالرفع ، استأنف ، ومن جزم « ويذرْهم » عطفَ على موضع الفاء . قال سيبويه : وموضعها جزْم ؛ فالمعنى : من يضلل الله يَذَرْه ؛ وقد سبق في سورة [ البقرة : 15 ] معنى الطغيان والعَمَه .