Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 200-201)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ } قال ابن زيد : لما نزلت { خذ العفو } قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا رب كيف بالغضب ؟ فنزلت هذه الآية . فأما قوله { وإما } فقد سبق بيانه في سورة ( البقرة ) في قوله : { فإِما يأتينكم مني هدى } [ البقرة : 38 ] ، وقال أبو عبيدة : ومجاز الكلام : وإما تستخفَّنَّك منه خفة وغضب وَعَجَلة . وقال السدي : النزغ : الوسوسة وحديث النفس . قال الزجاج : النزغ : أدنى حركة تكون ، تقول : قد نزغته : إذا حركته . وقد سبق معنى الاستعاذة . قوله تعالى : { إذا مسهم طائف } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، والكسائي : « طيف » بغير ألف . وقرأ نافع ، وعاصم ، وابن عامر ، وحمزة : « طائف » بألف ممدوداً مهموزاً . وقرأ ابن عباس ، وابن جبير ، والجحدري ، والضحاك : « طَيِّفٌ » بتشديد الياء من غير ألف . وهل الطائف والطيف بمعنى واحد ، أم يختلفان ، فيه قولان . أحدهما : أنهما بمعنى واحد ، وهما ما كان كالخيال والشيء يُلم بك ، حكي عن الفراء . وقال الأخفش : الطيف أكثر في كلام العرب من الطائف ، قال الشاعر : @ ألا يالَقَوْمٍ لِطَيْفِ الخَيال أرَّقَ مِنْ نَازِحٍ ذي دَلاَلِ @@ والثاني : أن الطائف : ما يطوف حول الشيء ، والطيف : اللَّمة والوسوسة والخَطْرة ، حكي عن أبي عمرو وروي عن ابن عباس أنه قال : الطائف : اللَّمة من الشيطان ، والطيف : الغضب . وقال ابن الأنباري : الطائف : الفاعل من الطيف ؛ والطيف عند أهل اللغة : اللَّمم من الشيطان ؛ وزعم مجاهد أنه الغضب . قوله تعالى : { تذكَّروا } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : تذكَّروا الله إذا همُّوا بالمعاصي فتركوها ، قاله مجاهد . والثاني : تفكَّروا فيما أوضح الله لهم من الحجة ، قاله الزجاج . والثالث : تذكَّروا غضب الله ، والمعنى : إذا جرَّأهم الشيطان على مالا يحل ، تذكَّروا غضب الله ، فأمسكوا ، فاذا هم مبصرون لمواضع الخطأ بالتفكر .