Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 33-33)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قل إنما حرَّم ربي الفواحش } قرأ حمزة : « ربيْ الفواحشَ » باسكان الياء . ( ما ظهر منها وما بطن ) . فيه ستة أقوال . أحدها : أن المراد بها الزنا ، ما ظهر منه : علانيته ، وما بطن : سرُّه ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه قال سعيد بن جبير . والثاني : أن ما ظهر : نكاح الأمهات ، وما بطن : الزنا ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال علي بن الحسين . والثالث : أن ما ظهر : نكاح الأبناء نساء الآباء ، والجمع بين الأختين ، وأن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها ، وما بطن : الزنا ، روي عن ابن عباس أيضا . والرابع : أن ما ظهر : الزنا ، وما بطن : العزل ، قاله شريح . والخامس : أن ما ظهر : طواف الجاهلية عراة ، وما بطن : الزنا ، قاله مجاهد . والسادس : أنه عامٌّ في جميع المعاصي . ثم في { ما ظهر منها وما بطن } قولان . أحدهما : أن الظاهر : العلانية ، والباطن : السر ، قاله أبو سليمان الدمشقي . والثاني : أن ما ظهر : أفعال الجوارح ، والباطن : اعتقاد القلوب ، قاله الماوردي . وفي الإثم ثلاثة أقوال . أحدها : أنه الذنب الذي لا يوجب الحدَّ ، قاله ابن عباس ، والضحاك ، والفرَّاء . والثاني : المعاصي كلها ، قاله مجاهد . والثالث : أنه الخمر ، قاله الحسن ، وعطاء . قال ابن الانباري : أنشدنا رجل في مجلس ثعلب بحضرته ، وزعم أن أبا عبيدة أنشده : @ نَشْرَبُ الإثْمَ بالصُّواع جِهَاراً وَنَرى المُتْكَ بيننا مُسْتَعَاراً @@ فقال أبو العباس : لا أعرفه ، ولا أعرف الإثم : الخمر ، في كلام العرب . وأنشدنا رجل آخر : @ شَرِبْتُ الإثْمَ حَتَّى ضَلَّ عَقْلِي كَذَاكَ الإثْمُ تَذْهَبُ بالعُقُولِ @@ قال أبو بكر : وما هذا البيت معروفاً أيضا في شعر من يحتج بشعره ، وما رأيت أحدا من أصحاب الغريب أدخل الإثم في أسماء الخمر ، ولا سمَّتها العرب بذلك في جاهلية ولا إسلام . فان قيل : إن الخمر تدخل تحت الإثم ، فصواب ، لا لأنه اسم لها . فان قيل : كيف فصل الإثم عن الفواحش ، وفي كل الفواحش إثم ؟ فالجواب : أن كل فاحشة إثم ، وليس كل إثم فاحشة ، فكان الإثم كل فعل مذموم ؛ والفاحشة : العظيمة . فأما البغي : فقال الفراء : هو الاستطالة على الناس . قوله تعالى : { وأن تشركوا } قال الزجاج : موضع « أن » نصب ؛ فالمعنى : حرَّم الفواحش ، وحرَّم الشرك ، والسلطان : الحجة . قوله تعالى : { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } عام في تحريم القول في الدِّين من غير يقين .