Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 3-3)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { اتبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم } إن قيل : كيف خاطبه بالإفراد في الآية الأولى ، ثم جمع بقوله : « اتبعوا » ؟ فعنه ثلاثة أجوبة . أحدها : أنه لما علم أن الخطاب له ولأمته ، حسن الجمع لذلك المعنى . والثاني : أن الخطاب الأول خاص له ؛ والثاني محمول على الإِنذار ، والإِنذار في طريق القول ، فكأنه قال : لتقول لهم منذراً : { اتبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم } ، ذكرهما ابن الانباري . والثالث : أن الخطاب الثاني للمشركين ، ذكره جماعة من المفسرين ؛ قال : والذي أنزل إليهم القرآن . وقال الزجاج : الذي أُنزل : القرآن وما أتى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه مما أنزل عليه ، لقوله تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا } [ الحشر : 7 ] { ولا تتبعوا من دونه أولياء } أي : لا تتولوا مَنْ عدل عن دين الحق ؛ وكلُّ من ارتضى مذهباً فهو ولي أهل المذهب . وقوله تعالى : { قليلاً ما تذكرون } ما : زائدة مؤكِّدة ؛ والمعنى : قليلاً تتذكرون . قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وأبو بكر عن عاصم { تذّكّرون } مشددة الذال والكاف . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم { تذكّرون } خفيفة الذال مشددة الكاف . قال أبو علي : من قرأ { تذَّكرون } بالتشديد ، أراد { تتذكرون } فأدغم التاء في الذال ، وإدغامها فيها حسن ، لأن التاء مهموسة ، والذال مجهورة ؛ والمجهور أزيد صوتاً من المهموس وأقوى ؛ فادغام الأنقص في الأزيد حسن . وأما حمزة ومن وافقه ، فانهم حذفوا التاء التي أدغمها هؤلاء ، وذلك حسن لاجتماع ثلاثة أحرف متقاربة . وقرأ ابن عامر : « يتذكرون » بياء وتاء ، على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ والمعنى : قليلاً ما يتذكر هؤلاء الذين ذكروا بهذا الخطاب .