Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 89-93)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قد افترينا على الله كذباً إن عدنا في ملتكم } وذلك أن القوم كانوا يدّعون أن الله أمرهم بما هم عليه ، فلذلك سمَّوه مِلَّةً . { وما يكون لنا أن نعود فيها } أي : في الملة ، { إلا أن يشاء الله } أي : إلا أن يكون قد سبق في علم الله ومشيئته أن نعود فيها ، { وسع ربُّنا كل شيء علماً } قال ابن عباس : يعلم ما يكون قبل أن يكون . قوله تعالى : { على الله توكلنا } أي : فيما توعدتمونا به ، وفي حراستنا عن الضلال . { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق } قال أبو عبيدة : احكم بيننا ، وأنشد : @ أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي عُصْمٍ رَسُوْلاً بأنِّي عَنْ فُتَاحَتِكُمْ غَنِيُّ @@ قال الفراء : وأهل عُمان يسمون القاضي : الفاتح والفتَّاح . قال الزجاج : وجائز أن يكون المعنى : أظهِر أمرنا حتى ينفتح ما بيننا وينكشف ، فجائز أن يكونوا سألوا بهذا نزول العذاب بقومهم ليظهر أن الحق معهم . قوله تعالى : { كأن لم يَغْنَواْ فيها } فيه أربعة أقوال . أحدها : كأن لم يعيشوا في دارهم ، قاله ابن عباس ، والأخفش . قال حاتم طيىء : @ غَنِيْنَا زَمَاناً بالتَّصَعْلُكِ وَالغِنَى فَكُلاًّ سَقَانَاه بكأْسَيْهِما الدَّهْرُ فَمَا زَادَنَا بَغْيَاً عَلَى ذِي قَرَابَةٍ غِنَانَا ، ولا أزْرَى بأحْسَابِنَا الفَقْرُ @@ قال الزجاج : معنى غنينا : عشنا . والتصعلك : الفقر ، والعرب تقول للفقير : الصعلوك . والثاني : كأن لم يتنعَّموا فيها ، قاله قتادة . والثالث : كأن لم يكونوا فيها ، قاله ابن زيد ، ومقاتل . والرابع : كأن لم ينزلوا فيها ، قاله الزجاج . قال الأصمعي المغاني : المنازل ؛ يقال : غنينا بمكان كذا ، أي : نزلنا به . وقال ابن قتيبة : كأن لم يقيموا فيها ، ومعنى : غنينا بمكان كذا : أقمنا . قال ابن الأنباري : وإنما كرر قوله : { الذين كذبوا شعيباً } للمبالغة في ذمهم ؛ كما تقول أخوك الذي أخذ أموالنا ، أخوك الذي شتم أعراضنا . قوله تعالى : { فتولى عنهم } فيه قولان . أحدهما : أعرض . والثاني : انصرف . { وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي } قال قتادة : أسمع شعيب قومَه ، وأسمع صالح قومَه ، كما أسمع نبيكم قومَه يوم بدر ؛ يعني : أنه خاطبهم بعد الهلاك . { فكيف آسى } أي : أحزن . وقال ابن اسحاق : أصاب شعيباً على قومه حزنٌ شديد ، ثم عاتب نفسه ، فقال : كيف آسى على قوم كافرين .