Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 34-34)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وما لهم ألا يعذبهم الله } هذه الآية أجازت تعذيبهم ، والأُولى نفت ذلك ، وهل المراد بهذا : العذابُ الاولُ ، أم لا ؟ فيه قولان . أحدهما : أنه هو الأول ، إلا أن الأول امتنع بشيئين . أحدهما : كون النبي صلى الله عليه وسلم فيهم . والثاني : كون المؤمنين المستغفرين بينهم ، فلما وقع التمييز بالهجرة ، وقع العذاب بالباقين يوم بدر ، وقيل : بل وقع بفتح مكة . والثاني : أنهما مختلفان ، وفي ذلك قولان . أحدهما : أن العذاب الثاني : قَتْلُ بعضِهم يوم بدر ، والأول : استئصال الكُلِّ ، فلم يقع الأول لِما قد عُلم من إيمان بعضهم ، وإسلام بعضِ ذراريهم ، ووقع الثاني . والثاني : أن العذاب الأول : عذاب الدنيا . والثاني : عذاب الآخرة ، قاله ابن عباس ، فيكون المعنى : وما كان اللهُ معذِّبَ المشركين لاستغفارهم في الدنيا ، وما لهم ألا يعذبهم الله في الآخرة . قوله تعالى : { وهم يصدون } قال الزجاج : المعنى : وهم يصدون { عن المسجد الحرام } أولياءَه . وفي هاء الكناية في قوله : { وما كانوا أولياءَه } قولان . أحدهما : أنها ترجع إلى « المسجد » ، وهو قول الجمهور . قال الحسن : إن المشركين قالوا : نحن أولياء المسجد الحرام ، فرد الله عليهم بهذا . والثاني : أنها تعود إلى الله عز وجل ، ذكره أبو سليمان الدمشقي . قوله تعالى : { إنْ أولياؤُه } أي : ما أولياؤه { إلاَّ المتقون } للشرك والمعاصي ، ولكنَّ أكثر أهل مكة لا يعلمون من الأولى ببيت الله .