Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 37-37)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ليميز الله الخبيث من الطيب } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر : « ليميز » خفيفة . وقرأ حمزة ، والكسائي : « ليميّز » بالتشديد وهما لغتان : مِزْتُه وميَّزتُه . وفي لام « ليميز » قولان . أحدهما : أنها متعلقة بقوله : « فسيُنفقونها » قاله ابن الأنباري . والثاني : أنها متعقلة بقوله : { إلى جهنم يحشرون } قاله ابن جرير الطبري . وفي معنى الآية ثلاثة أقوال . أحدها : ليميز أهل السعادة من أهل الشقاء ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . وقال السدي ، ومقاتل : يميز المؤمن من الكافر . والثاني : ليميِّز العمل الطيب من العمل الخبيث ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثالث : ليميز الإنفاق الطيب في سبيله ، من الانفاق الخبيث في سبيل الشيطان ، قاله ابن زيد ، والزجاج . قوله تعالى : { ويجعل الخبيث بعضه على بعض } أي : يجمع بعضه فوق بعض ، وهو قوله : { فيركمه } . قال الزجاج : الركم : أن يُجعَل بعضُ الشيء على بعض ، يقال : ركمت الشيء أركُمه رَكماً ، والركام : الاسم ؛ فمن قال : المراد بالخبيث : الكفار ، فانهم في النار بعضهم على بعض ؛ ومن قال : أموالهم ، فله في ذلك قولان . أحدهما : أنها أُلقيت في النار ليعذَّب بها أربُابها ، كما قال تعالى : { فتكوى بها جباهُهُم } [ التوبة : 35 ] . والثاني : أنهم لمَّا عظَّموها في الدنيا ، أراهم هوانها بالقائها في النار كما تُلقى الشمس والقمر في النار ، لَيرى مَن عبدهما ذُلَّهما .