Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 44-44)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً } قال مقاتل : صدَّق الله رؤيا رسوله التي أخبر بها المؤمنين عن قلة عدوهم قبل لقائهم ، بأن قلَّلهم وقت اللقاء في أعينهم . وقال ابن مسعود : لقد قلُّوا في أعيننا ، حتى قلت لرجل إلى جانبي : أتُراهم سبعين ؟ قال : أُراهم مائة ؛ حتى أخذنا رجلاً منهم ، فسألناه ، فقال : كنَّا ألفاً . قال أبو صالح عن ابن عباس : استقلَّ المسلمون المشركين ، والمشركون المسلمين ، فاجترأ بعضهم على بعض . فان قيل : ما فائدة تكرير الرؤية هاهنا ، وقد ذكرت في قوله : { إذ يريكهم الله } ؟ فعنه جوابان . أحدهما : أن الأولى كانت في المنام ، والثانية في اليقظة . والثاني : أن الأولى للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة . والثانية : له ولأصحابه . فان قيل : تكثير المؤمنين في أعين الكافرين أولى ، لمكان إعزازهم فعنه ثلاثة أجوبة . أحدها : أنهم لو كثروا في أعينهم ، لم يقدموا عليهم ، فلم يكن قتال ؛ والقتال سبب النصر ، فقلَّلهم لذلك . والثاني : أنه قلَّلهم لئلا يتأهَّب المشركون كل التأهُّب ، فاذا تحقق القتال ، وجدهم المسلمون غير مستعدين ، فظفروا بهم . والثالث : أنه قلَّلهم ليحمل الأعداء عليهم في كثرتهم ، فيغلبهم المسلمون ، فيكون ذلك آية للمشركين ومنبِّهاً على نصرة الحق .