Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 72-72)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله } يعني : المهاجرين الذين هجروا ديارهم وأموالهم وقومهم في نصرة الدين . { والذين آووا ونصروا } يعني : الأنصار آووا رسولَ الله ، وأسكنوا المهاجرين ديارهم ، ونصروهم على أعدائهم . { أولئك بعضهم أولياء بعض } فيه قولان . أحدهما : في النصرة . والثاني : في الميراث . قال المفسرون : كانوا يتوارثون بالهجرة ، وكان المؤمن الذي لم يهاجر لا يرث قريبه المهاجر ، وهو معنى قوله : { مالكم من وَلاَيتهم من شيء } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، ونافع ، وابن عامر ، وعاصم ، والكسائي : « وَلايتهم » بفتح الواو . وقرأ حمزة : بكسر الواو . قال الزجاج : المعنى : ليس بينكم وبينهم ميراث حتى يهاجروا . ومن كسر واو الولاية ، فهي بمنزلة الإمارة ؛ وإذا فتحت ، فهي من النصرة . وقال يونس النحوي : الوَلاية بالفتح ، لله عز وجل ، والوِلاية بالكسر ، من وُليِّت الأمر . وقال أبو عبيدة : الوَلاية بالفتح ، للخالق ؛ والوِلاية ، للمخلوق . قال ابن الأنباري : الوَلاية بالفتح مصدر الوليِّ ، والوِلاية : مصدر الوالي ، يقال : وليّ بين الوَلاية ، ووالٍ بيِّن الولاية ؛ فهذا هو الاختيار ؛ ثم يصلح في ذا ما يصلح في ذا . وقال ابن فارس : الوَلاية بالفتح : النصرة ، وقد تكسر . والوِلاية ، بالكسر : السلطان . فصل وذهب قوم إلى أن المراد بهذه الولاية موالاة النصر والمودَّة . قالوا : ونسخ هذا الحكم بقوله : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } [ التوبة : 71 ] . فأما القائلون بأنها ولاية الميراث ، فقالوا : نسخت بقوله : { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض } [ الأنفال : 75 ] . قوله تعالى : { وإن استنصروكم في الدين } أي : إن استنصركم المؤمنون الذين لم يهاجروا فانصروهم ، إلا أن يستنصروكم على قوم بينكم وبينهم عهد ، فلا تغدروا بأرباب العهد . وقال بعضهم : لم يكن على المهاجر أن ينصرَ من لم يهاجر إلا أن يستنصره .