Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 33-42)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فإذا جاءت الصاخة } وهي الصيحة الثانية . قال ابن قتيبة : الصاخة تصِخُّ صَخَّاً ، أي : تُصِمُّ . يقال : رجل أصخ ، وأصلخ : إذا كان لا يسمع . والداهية صاخة أيضاً . وقال الزجاج : هي الصيحة التي تكون عليها القيامة ، تصخ الأسماع ، أي : تصمها ، فلا تسمع إلا ما تدعى به لإحيائها . ثم فسر في أي وقت تجيء ، فقال تعالى : { يوم يَفِرُّ المرء من أخيه } قال المفسرون : المعنى : لا يلتفت الإنسان إلى أحد من أقاربه ، لِعِظَم ما هو فيه . قال الحسن : أول من يَفِرُّ من أخيه هابيل ، ومن أُمه وأبيه إبراهيم ، ومن صاحبته نوح ولوط ، ومن ابنه نوح . وقال قتادة : يفر هابيل من قابيل ، والنبي صلى الله عليه وسلم من أُمه ، وإبراهيم من أبيه ، ولوط من صاحبته ، ونوح من ابنه . قوله تعالى : { لكل امرىءٍ منهم يومئذ شأن يُغنيه } قال الفراء : أي : يَشْغَلُه عن قرابته . وقال ابن قتيبة : أي : يَصْرِفه ويصدُّه عن قرابته ، يقال : اغْنِ عني وجهك ، أي : اصرفه ، واغْن عني السفيه . وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ، والزهري ، وأبو العالية ، وابن السميفع ، وابن محيصن ، وابن أبي عبلة ، « يَعنيه » بفتح الياء والعين غير معجمة . قال الزجاج : معنى الآية : له شأن لا يقدر مع الاهتمام به على الاهتمام بغيره . وكذلك قراءة من قرأ « يغنيه » بالغين ، معناه : له شأن لا يهمه معه غيره . وقد روى أنس بن مالك قال : قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم : أنحشر عراةً ؟ قال : نعم . قالت : واسوءتاه ، فأنزل الله تعالى { لكل امرىءٍ منهم يومئذ شأن يغنيه } . قوله تعالى : { وجوه يومئذ مُسْفِرة } أي : مضيئة قد علمت ما لها من الخير { ضَاحِكَةٌ } لسرورها { مستبشرة } أي : فرحة بما نالها من كرامة الله عز وجل { ووجوه يومئذ عليها غَبَرة } أي : غبار . وقال مقاتل : أي سواد وكآبة { ترهقها } أي : تغشاها { قَتَرة } أي : ظُلمة . وقال الزجاج : يعلوها سواد كالدخان . ثم بَيَّن مَنْ أَهْلُ هذه الحال ، فقال تعالى : { أولئك هم الكَفَرة الفَجَرة } وهو جمع كافر وفاجر .