Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 111-111)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم } سبب نزولها " أن الأنصار لما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة وكانوا سبعين رجلاً ، قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ، ما شئت ، فقال : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم ، قالوا فاذا فعلنا ذلك ، فما لنا ؟ قال : « الجنة » قالوا : ربح البيع ، لا نقيل ولا نستقيل ، فنزلت { إن الله اشترى … } الآية " ، قاله محمد بن كعب القرظي فأما اشتراء النفس ، فبالجهاد . وفي اشتراء الأموال وجهان . أحدهما : بالإِنفاق في الجهاد . والثاني : بالصدقات . وذِكْرُ الشراء هاهنا مجاز ، لأن المشتري حقيقة هو الذي لا يملك المشترى ، فهو كقوله : { من ذا الذي يُقرض الله } [ البقرة : 245 ] والمراد من الكلام أن الله أمرهم بالجهاد بأنفسهم وأموالهم ليجازيهم عن ذلك بالجنة ، فعبَّر عنه بالشراء لِما تضمن من عوض ومعوض . وكان الحسن يقول : لا والله ، إنْ في الدنيا مؤمن إلا وقد أُخذت بيعته . وقال قتادة : ثامَنَهم والله فأغلى لهم . قوله تعالى : { فيَقتُلون ويُقتَلون } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وعاصم « فيَقتلون ويُقتَلون » فاعل ومفعول . وقرأ حمزة ، والكسائي « فيُقتلون ويَقتُلون » مفعول وفاعل . قال أبو علي : القراءة الأولى بمعنى أنهم يَقتُلون أولاً ويُقتلون ، والأخرى يجوز أن تكون في المعنى كالأولى ، لأن المعطوف بالواو يجوز أن يراد به التقديم ؛ فان لم يقدَّر فيه التقديم ، فالمعنى : يقتُل من بقي منهم بعد قتل من قُتل ، كما أن قوله : { فما وهنوا لما أصابهم } [ آل عمران : 146 ] ما وهن من بقي بِقَتْلِ من قُتل . ومعنى الكلام : إن الجنة عوض عن جهادهم ، قَتَلوا أو قُتلوا . { وعداً عليه } قال الزجاج : نصب « وعداً » بالمعنى ، لأن معنى قوله { بأن لهم الجنة } : { وعداً عليه حقاً } ، قال : وقوله : { في التوراة والإِنجيل } يدل على أن أهل كل ملة أُمروا بالقتال ووُعدوا عليه الجنة . قوله تعالى : { ومن أوفى } أي : لا أحد أوفى بما وعد { من الله } { فاستبشروا } أي : فافرحوا بهذا البيع .