Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 19-22)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أجعلتم سقاية الحاج } في سبب نزولها ستة أقوال . أحدها : رواه مسلم في « صحيحه » من حديث النعمان بن بشير قال : كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رجل : ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد [ الاسلام إلا ] أن أسقيَ الحاجَّ ، وقال الآخر : ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد [ الاسلام إلا ] أن أعْمُرَ المسجدَ الحرامَ ، وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم ، فزجرهم عمر ، وقال لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يوم الجمعة ، ولكني إذا صليت الجمعة ، دخلت فاستفتيت رسول الله فيما اختلفتم فيه ، فنزلت هذه الآية . والثاني : أن العباس بن عبد المطلب قال يوم بدر : لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد ، لقد كنا نَعمُر المسجد الحرام ونسقي الحاج ونفك العاني ، فنزلت هذه الآية ، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : أن المشركين قالوا : عمارة بيت الله الحرام ، والقيام على السقاية ، خير ممن آمن وجاهد ، وكانوا يفتخرون بالحرم من أجل أنهم أهله ، فنزلت هذه الآية ، رواه عطية العوفي عن ابن عباس . والرابع : أن علياً والعباس وطلحة يعني سادن الكعبة افتخروا ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت ، بيدي مفتاحه ، ولوأشاء بتُّ فيه . وقال العباس : أنا صاحب السقاية ، والقائم عليها ، ولو أشاء بتُّ في المسجد . وقال علي : ما أدري ما تقولون ، لقد صليت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فنزلت هذه الآية ، قاله الحسن ، والشعبي ، والقرظي . والخامس : أنهم لما أُمروا بالهجرة قال العباس : أنا أسقي الحاج ، وقال طلحة : أنا صاحب الكعبة فلا نهاجر ، فنزلت هذه الآية والتي بعدها ، قاله مجاهد . هكذا ذكر مجاهد ، وإنما الصواب عثمان بن طلحة ، لأن طلحة هذا لم يسلم . والسادس : أن علياً قال للعباس : ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ألستُ في أفضلَ من الهجرة ، ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام ؟ فنزلت هذه الآية والتي بعدها ، قاله مُرَّة الهَمْداني ، وابن سيرين . قال الزجاج : ومعنى الآية : أجعلتم أهل سقاية الحاج وأهل عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله ؟ فحذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه . قال الحسن : كان يُنبذ زبيبٌ ، فيسقُون الحاج في الموسم وقال ابن عباس : عمارة المسجد : تجميره ، وتخليقه ، فأخبر الله أن أفعالهم تلك لا تنفعهم مع الشرك ، وسماهم ظالمين لشركهم . قوله تعالى : { أعظم درجةً } قال الزجاج : هو منصوب على التمييز . والمعنى : أعظم من غيرهم درجة . والفائز : الذي يظفر بأمنيته من الخير . فأما النعيم ، فهو لين العيش ، والمقيم : الدائم .