Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 24-24)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قل إن كان آباؤكم … } الآية في سبب نزولها ثلاثة أقوال . أحدها : أنها نزلت في الذين تخلَّفوا مع عيالهم بمكة ولم يهاجروا ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : أن علي بن أبي طالب قدم مكة ، فقال لقوم : ألا تهاجرون ؟ فقالوا : نقيم مع إخواننا وعشائرنا ومساكننا ، فنزلت هذه الآية ، قاله ابن سيرين . والثالث : أنه لما نزلت الآية التي قبلها ، قالوا : يا رسول الله ، إن نحن اعتزلنا مَنْ خالفنا في الدين ، قطعنا آباءنا وعشيرتنا ، وذهبت تجارتنا ، وخربت ديارنا ، فنزلت هذه الآية ، ذكره بعض المفسرين في هذه الآية ، وذكره بعضهم في الآية الأولى كما حكيناه عن ابن عباس . فأما العشيرة ، فهم الأقارب الأدنون . وروى أبو بكر عن عاصم : « وعشيراتُكم » على الجمع . قال أبو علي : وجهه أن كل واحد من المخاطَبين له عشيرة ، فاذا جمعت قلت : عشيراتكم ؛ وحجة من افرد : أن العشيرة واقعة على الجمع ، فاستغنى بذلك عن جمعها . وقال الأخفش : لا تكاد العرب تجمع عشيرة : عشيرات ، إنما يجمعونها على عشائر . والاقتراف بمعنى الاكتساب . والتربص : الانتظار . وفي قوله : { حتى يأتيَ الله بأمره } قولان . أحدهما : أنه فتح مكة ، قاله مجاهد ، والأكثرون . ومعنى الآية : إن كان المُقام في أهاليكم ، وكانت الأموال التي اكتسبتموها { وتجارةٌ تخشون كسادها } لفراقكم بلدكم { ومساكنُ ترضونها أحبَّ إليكم } من الهجرة ، فأقيموا غير مُثابين حتى تُفتح مكة ، فيسقط فرض الهجرة . والثاني : أنه العقاب ، قاله الحسن .