Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 8-8)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { كيف وإن يظهروا عليكم } قال الزجاج : المعنى : كيف يكون لهم عهد وإن يظهروا عليكم ، فحذف ذلك ، لأنه قد سبق ، قال الشاعر : @ وخَبَّرُتماني أنَّما الموتُ بالقُرى فكيفَ وهذي هضبةٌ وقليبُ @@ أي : فكيف مات وليس بقرية ؟ ومثله قول الحطيئة : @ فكيف ولم أَعْلَمْهُمُ خذلوكُمُ على مُعظَمٍ ولا أديمَكُمُ قَدُّوا @@ أي : فكيف تلومونني على مدح قوم ؟ واستغنى عن ذكر ذلك ، لأنه قد جرى في القصيدة ما يدل على ما أضمر . وقوله : { يظهروا } يعني : يقدروا ويظفروا . وفي قوله : { لا يرقبوا } ثلاثة أقوال . أحدها : لا يحفظوا . والثاني : لا يخافوا ، قاله السدي . والثالث : لا يراعوا ، قاله قطرب . وفي الإلِّ خمسة أقوال . أحدها : أنه القرابة ، رواه جماعة عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك ، والسدي ، ومقاتل ، والفراء ، وأنشدوا : @ إنَّ الوشاة كثيرٌ إن أطعتهمُ لا يرقبون بنا إلاً ولا ذِمَمَا @@ وقال الآخر : @ لعَمْرُكَ إنَّ إلَّكَ مِنْ قُرَيش كالِّ السَّقْبِ من رَأْلِ النَّعامِ @@ والثاني : أنه الجوار ، قاله الحسن . والثالث : أنه الله تعالى ، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد ، وبه قال عكرمة . والرابع : أنه العهد ، رواه خصيف عن مجاهد ، وبه قال ابن زيد ، وأبو عبيدة . والخامس : أنه الحِلْف ، قاله قتادة . وقرأ عبد الله بن عمرو ، وعكرمة ، وأبو رجاء ، وطلحة بن مصرّف : { إيلاً } بياء بعد الهمزة . وقرأ ابن السميفع ، والجحدري : { ألاً } بفتح الهمزة وتشديد اللام . وفي المراد بالذمة ثلاثة أقوال . أحدها : أنها العهد ، قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، والضحاك في آخرين . والثاني : التذمم ممن لا عهد له ، قاله أبو عبيدة ، وأنشد : @ لاَ يَرْقُبُوْنَ بِنَا إلاً ولا ذِمَمَا @@ والثالث : الأمان ، قاله اليزيدي ، واستشهد بقوله : { ويسعى بذمتهم أدناهم } . قوله تعالى : { يرضونكم بأفواههم } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : يرضونكم بأفواههم في الوفاء ، وتأبى قلوبهم إلا الغدر . والثاني : يرضونكم بأفواههم في العِدَة بالإيمان ، وتأبى قلوبهم إلا الشرك . والثالث : يرضونكم بأفواههم في الطاعة ، وتأبى قلوبهم إلا المعصية ، ذكرهنَّ الماوردي . قوله تعالى : { وأكثرهم فاسقون } قال ابن عباس : خارجون عن الصِّدْق ، ناكثون للعهد .