Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 91-93)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ليس على الضعفاء } اختلفوا فيمن نزلت على قولين . أحدهما : أنها نزلت في عائذ بن عمرو وغيره من أهل العذر ، قاله قتادة . والثاني : في ابن مكتوم ، قاله الضحاك . وفي المراد بالضعفاء ثلاثة أقوال . أحدها : أنهم الزمنى والمشايخ الكبار ، قاله ابن عباس ، ومقاتل . والثاني : أنهم الصغار . والثالث : المجانين ؛ سموا ضعافاً لضعف عقولهم ، ذكر القولين الماوردي . والصحيح انهم الذين يضعفون لزَمانةٍ ، أو عَمىً ، أو سِنٍّ ، أو ضَعف في الجسم . والمرضى : الذين بهم أعلال مانعة من الخروج للقتال ، و { الذين لا يجدون } هم المُقِلُّون ، والحرج : الضيق في القعود عن الغزو بشرط النصح لله ولرسوله ، وفيه وجهان . أحدهما : أن المعنى : إذا برئوا من النفاق . والثاني : إذا قاموا بحفظ الذراري والمنازل . فان قيل : بالوجه الأول ، فهو يعم جميع المذكورين . وإن قيل بالثاني ، فهو يخص المقلِّين . وإنما شُرط النصح ، لأن من تخلف بقصد السعي بالفساد ، فهو مذموم ؛ ومن النصح لله : حث المسلمين على الجهاد ، والسعي في إصلاح ذات بينهم ، وسائر ما يعود باستقامة الدين . قوله تعالى : { ما على المحسنين من سبيل } أي : من طريق بالعقوبة ، لأن المحسن قد سد باحسانه باب العقاب . قوله تعالى : { ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم } نزلت في البكَّائين ، واختُلف في عددهم وأسمائهم ، فروى أبو صالح عن ابن عباس قال : هم ستة : عبد الله بن مغفَّل ، وصخر بن سلمان ، وعبد الله بن كعب الأنصاري ، وعُلَيَّة بن زيد الانصاري ، وسالم بن عُمير ، وثعلبة بن عنمة ، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملهم ، فقال : " لا أجد ما أحملكم عليه " فانصرفوا باكين . وقد ذكر محمد بن سعد كاتب الواقدي مكان صخر بن سلمان : سلمة بن صخر ، ومكان ثعلبة بن عنمة : عمرو بن عنمة . قال : وقيل : منهم معقل بن يسار . وروى أبو إسحاق عن أشياخ له : أن البكَّائين سبعة من الأنصار : سالم بن عُمير ، وعُلَية بن زيد ، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب ، وعمرو بن الحُمام بن الجموح ، وعبد الله بن مغفَّل ، وبعض الناس يقول : بل ، عبد الله بن عمرو المزني ، وعِرباض بن سارية ، وهرميّ ابن عبد الله أخو بني واقف . وقال مجاهد : نزلت في بني مقرّن ، وهم سبعة ؛ وقد ذكرهم محمد بن سعد فقال : النعمان بن عمرو بن مقرن ، وقال أبو خيثمة : هو النعمان بن مقرن ، وسويد بن مقرن ، ومعقل بن مقرّن ، وسنان بن مقرّن ، وعقيل بن مقرّن ، وعبد الرحمن بن مقرن ، وعبد الرحمن بن عقيل بن مقرن ، وقال الحسن البصري : نزلت في أبي موسى وأصحابه . وفي الذي طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحملهم عليه ثلاثة أقوال . أحدها : أنه الدواب ، قاله ابن عباس . والثاني : الزاد ، قاله أنس بن مالك . والثالث : النعال قاله الحسن .