Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 91, Ayat: 1-10)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { والشمس وضحاها } في المراد « بضحاها » ثلاثة أقوال . أحدها : ضوؤها ، قاله مجاهد ، والزجاج . والضحى : حين يصفو ضَوْءُ الشمس بعد طلوعها . والثاني : النهار كلُّه ، قاله قتادة ، وابن قتيبة . والثالث : حَرُّها ، قاله السدي ، ومقاتل : { والقمر إذا تلاها } فيه قولان . أحدهما : إذا تَبِعهَا ، قاله ابن عباس في آخرين . ثم في وقت اتباعه لها ثلاثة أقوال . أحدهما : أنه في أول ليلة من الشهر يرى القمر إذا سقطت الشمس ، قاله قتادة . والثاني : أنه في الخامس عشر يطلع القمر مع غروب الشمس ، حكاه الماوردي . والثالث : أنه في النصف الأول من الشهر إذا غربت تلاها القمر في الإضاءة ، وخَلَفها في النور ، حكاه علي بن أحمد النيسابوري . والقول الثاني : إذا ساواها ، قاله مجاهد . وقال غيره : إذا استدار ، فتلا الشمس في الضياء والنور ، وذلك في الليالي البيض . قوله تعالى : { والنهار إذا جَلاَّها } في المكنى عنها قولان . أحدهما : أنها الشمس ، قاله مجاهد ، فيكون المعنى : والنهار إذا بَيَّن الشمس ، لأنها تتبيَّن إذا انبسط النهار . والثاني : أنها الظلمة ، فيكون كناية عن غير مذكور ، لأن المعنى معروف ، كما تقول : أصبحت باردة ، وهبت شمالاً ، وهذا قول الفراء ، واللغويين . { والليل إذا يغشاها } أي : يغشى الشمس حين تغيب فتظلم الآفاق . قوله تعالى : { والسماء وما بناها } في « ما » قولان . أحدهما : بمعنى « مَن » تقديره « ومن بناها » قاله الحسن ، ومجاهد ، وأبو عبيدة ، وبعضهم يجعلها بمعنى الذي . والثاني : أنها بمعنى المصدر ، تقديره : وبنائها ، وهذا مذهب قتادة ، والزجاج . وكذلك القول في « وما طحاها » « وما سَّواها » وقد قرأ أبو عمران الجوني في آخرين « ومن بناها » « ومن طحاها » « ومن سوَّاها » كله بالنون . قال أبو عبيدة : ومعنى « طحاها » : بسطها يميناً وشمالاً ، ومن كل جانب . قال ابن قتيبة : يقال : خَيْرٌ طَاحٍ ، أي كثير متّسع . وفي المراد « بالنفس » ها هنا قولان : أحدهما : آدم ، قاله الحسن . والثاني : جميع النفوس ، قاله عطاء . وقد ذكرنا معنى « سوَّاها » في قوله تعالى : { فسوَّاك فعدلك } [ الانفطار : 7 ] { فألهمها فجورها وتقواها } الإلهام : إيقاع الشيء في النفس . قال سعيد بن جبير : ألزمها فجورها وتقواها . وقال ابن زيد : جعل ذلك فيها بتوفيقه إياها للتقوى ، وخذلانه إياها للفجور . قوله تعالى : { قد أفلح من زكاها } قال الزجاج : هذا جواب القسم . والمعنى : لقد أفلح ، ولكن اللام حذفت لأن الكلام طال ، فصار طوله عوضاً منها . قال ابن الأنباري : جوابه محذوف . وفي معنى الكلام قولان . أحدهما : قد أفلحت نفس زكاها الله عز وجل ، قاله ابن عباس ، ومقاتل ، والفراء ، والزجاج . والثاني : قد أفلح من زكّى نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال ، قاله قتادة ، وابن قتيبة . ومعنى « زكاها » : أصلحها وطهرها من الذنوب { وقد خاب من دساها } فيه قولان كالذي قبله . فإن قلنا : إن الفعل لله ، فمعنى « دساها » خذلها ، وأخملها ، وأخفى محلها ، [ بالكفر والمعصية ] ولم يشهرها بالطاعة والعمل الصالح . وإن قلنا : الفعل للإنسان ، فمعنى « دساها » أخفاها بالفجور . قال الفراء : ويروى أن « دَسَّاها » دَسَّسَهَا لأن البخيل يخفي منزله وماله . وقال ابن قتيبة : المعنى : دسى نفسه ، أي : أخفاها بالفجور والمعصية . والأصل من دَسَّسَتُ ، فقلبت السين ياءً ، كما قالوا : قصَّيت أظفاري ، أي : قصصتها . فكأن النَّطِفَ بارتكاب الفواحش دس نفسه ، وقمعها ، ومُصْطَنِعُ المعروف شهر نفسه ورفعها ، وكانت أجواد العرب تنزل الرُّبا للشهرة . واللئام تنزل الأطراف لتخفي أماكنها . وقال الزجاج : معنى « دساها » جعلها قليلة خسيسة .