Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 106-108)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَالاً يَنفَعُكَ } إن دعوته { وَلاَ يَضُرُّكَ } إن خذلته { فَإِن فَعَلْتَ } فإن دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فكنى عنه بالفعل إيجازاً { فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } « إذا » جزاء للشرط وجواب لسؤال مقدر كأن سائلاً سأل عن تبعة عبادة الأوثان ، وجعل { من الظالمين } لأنه لا ظلم أعظم من الشرك . { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ } يصبك { بِضُرّ } مرض { فَلاَ كَـٰشِفَ لَهُ } لذلك الضر { إِلاَّ هُوَ } إلاَّ الله { وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ } عافية { فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ } فلا رادَّ لمراده { يُصَيبُ بِهِ } بالخير { مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } قطع بهذه الآية على عباده طريق الرغبة والرهبة إلا إليه والاعتماد إلا عليه { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ } المكفر بالبلاء { ٱلرَّحِيمِ } المعافي بالعطاء ، أتبع النهي عن عبادة الأوثان ووصفها بأنها لا تنفع ولا تضر أن الله هو الضار النافع الذي إن أصابك بضر لم يقدر على كشفه إلا هو وحده دون كل أحد ، فكيف بالجماد الذي لا شعور به ؟ وكذا إن أرادك بخير لم يرد أحد ما يريده بك من الفضل والإحسان فكيف بالأوثان ؟ وهو الحقيق إذاً بأن توجه إليه العبادة دونها وهو أبلغ من قوله { إِنْ أَرَادَنِىَ ٱللَّهُ بِضُرّ هَلْ هُنَّ كَـٰشِفَـٰتُ ضُرّهِ أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَـٰتُ رَحْمَتِهِ } [ الزمر : 38 ] وإنما ذكر المس في أحدهما والإرادة في الآخر كأنه أراد أن يذكر الأمرين : الإرادة والإصابة في كل واحد من الضر والخير ، وأنه لاراد لما يريد منهما ولا مزيل لما يصيب به منهما ، فأوجز الكلام بأن ذكر المس وهو الإصابة في أحدهما والإرادة في الآخر ليدل بما ذكر على ما ترك على أنه قد ذكر الإصابة بالخير في قوله { يصيب به من يشاء من عباده } { قُلْ يٰ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يا أهل مكة { قَدْ جَاءكُمُ ٱلْحَقُّ } القرآن أو الرسول { مِن رَّبّكُمْ فَمَنُ ٱهْتَدَىٰ } اختار الهدى واتبع الحق { فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ } فما نفع باختياره إلا لنفسه { وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } ومن آثر الضلال فما ضر إلا نفسه ودل اللام و « على » على معنى النفع والضرر { وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } بحفيظ موكول إلى أمركم إنما أنا بشير ونذير .